كتاب سيرة محمد عبدالكريم الخطابيكتب إسلامية

كتاب سيرة محمد عبدالكريم الخطابي

نبذة عن الكتاب : محمد بن عبد الكريم الخطابي (بالأمازيغية: موحند نعبد لكريم لخطابي Muḥand n Ɛabd Krim Lxeṭṭabi) والذي اشتهر بين الريفيين بـ مولاي موحند أو عبد الكريم الخطابي ويُلقب بأسد الريف؛ (ولد في أجدير، المغرب 1882 - توفي في القاهرة، 6 فبراير 1963)، رجل سياسي وقائد عسكري مغربي من منطقة الريف، وكان قائدا للمقاومة الريفية ضد الاستعمارين الإسباني والفرنسي للمغرب ويعتبر أول من أشاع استعمال مصطلح المغرب الشرقي بشكل كبير، بعد أن أسس لجنة تحرير المغرب العربي، حيث حدّد الخطّابي أهداف هذه اللجنة، في البيان الذي أصدره بمناسبة تأسيسها في 6 كانون الثاني، 1947 على النحو الآتي: «جمع شمل كافة القوى والأحزاب الوطنية المناضلة في سبيل استقلال المغرب وتونس والجزائر، وإرساء أسس الوحدة الوطنية المغربية التي تنادي بالإسلام والاستقلال التام وترفض أي مساومة مع المستعمر الأجنبي. » المولد والنشأة ولد محمد بن عبد الكريم الخطابي في أجدير، وهو ينتسب إلى قبيلة بني ورياغل، والده عبد الكريم الخطابي كان قاضي القبيلة. عرفت الأسرة الخطابية بالمكانة العلمية والسياسية لرجالاتها الذين شغلوا مناصب القيادة والقضاء في منطقتي الريف الأوسط والغربي، يحدثنا الخطابي عن أصله (نحن من أجذيرْ وننتمي إلى آيث وارْيغر [بني ورياغل]، إحدى قبائل الريف. ويعود نسبُنا إلى آل السّيد محمد بن عبد الكريم، المنحدرين من الحجاز، من ينبُعْ تحديداً، على شواطئ البحر الأحمر. جَدنا الأكبر كان يُسمى زارع الينبعي. وقد جاءت أسرتي إلى المغرب في القرن الهجري الثالث (القرن الميلادي التاسع تقريباً) واستقرت في قبيلة بني ورياغل. ومنذئذ، أي لأكثر من ألف سنة، وهذه البلدة الممتدة من خليج الحسيمة إلى ثاركيست هي مَوطننا) ،وأرجع بعض الباحثين نسبه إلى الحسن بن علي، تلقى محمد تعليمه الأولي المتمثل في حفظ القرآن والتعاليم الدينية في أجدير، قبل أن ينتقل للدراسة في مدينة تطوان ثم مدرسة العطارين بفاس، ثم انتقل إلى مدينة مليلية التي نال فيها شهادة الباكالوريا الإسبانية. ثم انتقل بعد ذلك إلى الدراسة في جامعة القرويين بفاس، حيث تتلمذ على يد مجموعة من علماء الدين والسياسة كعبد الصمد بن التهامي ومحمد بن التهامي ومحمد بن جعفر الكتاني. خلال فترة دراسته في فاس، كلف من طرف والده ببعثة سياسية لدى السلطان عبد العزيز سنة 1908، أبدى فيها دعم بني ورياغل لمحاربة الجيلالي بن ادريس الزرهوني بوحمارة الذي هدد وحدة الكيان المغربي قبيل الفترة الإستعمارية بإيعاز من الأطماع الاستعمارية الفرنسية والإسبانية في المغرب، في ظرفية سياسية صعبة من تاريخ المغرب. كان ختام مسيرته الجامعية في مدينة شلمنقة الإسبانية، والتي درس فيها القانون الإسباني بجامعتها لمدة ثلاث سنوات. كانت بداية الحياة المهنية لمحمد بن عبد الكريم الخطابي، في مليلية، التي زاول بها مهنة التدريس لفائدة الساكنة المسلمة، بين 1907 و1913. مكنه تكوينه الجامعي وضبطه للغة الإسبانية علاوة على اللغتين المحليتين العربية والأمازيغية، للاشتغال مترجما وكاتبا بالإدارة المركزية للشؤون الأهلية بمليلية، سنة 1910. كما اشتغل بالموازاة مع ذلك صحفيا بيومية تيليغراما ديل ريف الناطقة بالإسبانية (بين 1907 و1915)، حيث خصص له عمود يومي باللغة العربية. وعلى غرار والده، تم تعيينه سنة 1913 قاضيا، ثم رقي سنة 1914 إلى منصب قاضي القضاة، بظهير شريف وبأمر من المقيم العام الإسباني عن سن 32 سنة. وتبوأ بذلك أرفع درجة في سلك القضاء الخاص بالساكنة المسلمة للمدينة مليلية. وفي نفس السنة، عين أيضا كمعلم بأكاديمية اللغتين العربية والريفية بمدرسة الشؤون الأهلية بمليلية. يتفق المؤرخون على أن محمد بن عبد الكريم الخطابي كان إلى حدود هذه المرحلة مؤمنا بالتعايش السلمي مع المستعمر، وذا مكانة محترمة لدى السلطات الاستعمارية ويستدلون على ذلك بالوظائف التي شغلها في سلكي التعليم والقضاء، بل كانت كتاباته الصحفية ذات خط إيجابي إزاء فتح إسبانيا لمدارس تعليمية لفائدة الساكنة المليلية المسلمة، بل وطالب بالجنسية الإسبانية مرتين لم تكللا بالنجاح. أما نقطة التحول الرئيسة في وعيه السياسي وخطه إزاء العلاقات المغربية الإسبانية والفرنسية، ستتأثر نتيجة حدثين رئيسيين: سجنه سنة 1915: والذي كان نتيجة تعاطفه مع ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى. وجاء السجن بإيعاز من السلطات الفرنسية، التي كان نفوذها السياسي يمتد إلى غاية منطقة الحماية الإسبانية شمال المغرب، والتي اتهمت محمد بن عبد الكريم بالتخابر مع ألمانيا. حيث سجن الخطابي في سجن روسطروغوردو بمليلية، وحاول الفرار مرات عديدة، دون جدوى، وكسرت ساقاه في إحدى هذه المحاولات. مكث في السجن 11 شهرا قبل أن يطلق سراحه ويعود لمزاولة مهنة القضاء في مليلية. في هذه المرحلة، تولد لدى الخطابي وعي وإحساس بالاضطهاد الاجتماعي والسياسي الذي كان يولده الاستعمار لدى المغاربة، وشرع بربط علاقات مع معارضي الوجود الاستعماري بالمغرب، في المنطقتين الإسبانية والفرنسية. أما الحدث الرئيسي الثاني فيتجلى خصوصا في انتقال الاستعمار الإسباني إلى مرحلة التغلغل العميق، الذي كان مرتكزا على قواعد رئيسة في السواحل المغربية الشمالية، وذلك مباشرة بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، عبر تكثيف التواجد العسكري، ونشر 63 ألف عسكري وتوسيع المواقع العسكرية على امتداد شمال المغرب. وهو ما لاقى معارضة قوية من طرف شيوخ القبائل وعلى رأسهم عبد الكريم الخطابي (الأب)، الذي انتقلت مقاربته للإستعمار، من الحياد الإيجابي إلى الرفض والتصادم، مرورا بمرحلة نادى فيها السلطات الإسبانية بالسير على نهج الحماية الفرنسية في مناطقها، عبر مواءمة البنية الإدارية الاستعمارية مع البيئة المغربية، بما يمكن أن يصطلح عليه في المصادر التاريخية بنظام الحماية. كان المشهد السياسي في الريف معقدا في تلك المرحلة، وتميز بتنافس إسباني فرنسي ألماني، سواء على مستوى العمل المخابراتي أو عبر استمالة الأطراف المغربية (كآل الخطابي) لمصلحة هذا المشروع الاستعماري أو ذاك. تحولت تدريجيا العلاقة بين آل الخطابي والإدارة الإسبانية من التعايش إلى القطيعة. كان القاضي عبد الكريم الخطابي (الأب)، أول من نظم المقاومة الريفية سنة 1920، بمساعدة ابنيه محند وامحمد (الذي قطع دراسة الهندسة بإسبانيا للالتحاق بوالده وأخيه سنة 1920). وكان لتعيين الجنرال سيلفيستري حاكما عسكريا إسبانيا في منطقة الحماية الإسبانية بالمغرب، أثر تسريعي لهذا التحول، بسبب مقاربته العسكرية الصرفة، التي تحكمت في تحركاته الديبلوماسية وقراراته السياسية.
رشدي الصالح ملحس - رشدي صالح ملحس (1316 هـ / 1899 م نابلس، فلسطين - 1378 هـ /1959 م) أديب كاتب وباحث جغرافي. عمل في الصحافة في دمشق، عاد إلى نابلس بعد الاحتلال الفرنسي سنة 1920، توجه إلى السعودية واستقر في مكة سنة 1926 بعد دعوة تلقاها من صديقه يوسف ياسين رئيس الشعبة السياسية بالديوان الملكي السعودي في الرياض لتولي تحرير صحيفة أم القرى في مكة. نال ثقة الملك عبد العزيز بن سعود حتى عينه نائبا ليوسف ياسين في الشعبة السياسية. له عدة مصنفات، من بينها سيرة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، ومعجم منازل الوحـي ـ مخطوط، نشرت منه عشرة فصول، فـي مجلة (المنهل)، وكتاب عن (المعادن)، انتزعه من كتاب كبير له في البلدان لعله جغرافية البلاد العربية السعودية وانتزع منه أيضاً معجم البلدان العربية. وله منازل المعلقات، جمع فيه نحو 150 اسماً وحقق أماكنها المعروفة اليوم، ومسافات الطرق في المملكة، ونشر تـاريخ مكة للأزرقي، طبعة ثانية بمكة، ونشر فصولاً من مباحثه في المجلات السعودية. علاقته بالملك عبد العزيز كان رشدي ملحس من الشخصيات التي لا يستغني عنها الملك عبد العزيز، وهو من الشخصيات العربية المثقفة التي استعان بها المؤسس لدعم حركة الصحافة والتأليف. نال ثقة الملك عبدالعزيز حتى عينه نائبا ليوسف ياسين في الشعبة السياسية ومما يروى عن الملك عبد العزيز أنه قال عنه: إني استغني عن أي شخص عندي فأجد من يحل محله أما رشدي ملحس فلا.❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ سيرة محمد عبدالكريم الخطابي ❝ الناشرين : ❞ المطبعه السلفيه ومكتبتها ❝ ❱
من التراجم والأعلام - مكتبة كتب إسلامية.

وصف الكتاب : نبذة عن الكتاب :


محمد بن عبد الكريم الخطابي (بالأمازيغية: موحند نعبد لكريم لخطابي Muḥand n Ɛabd Krim Lxeṭṭabi) والذي اشتهر بين الريفيين بـ مولاي موحند أو عبد الكريم الخطابي ويُلقب بأسد الريف؛ (ولد في أجدير، المغرب 1882 - توفي في القاهرة، 6 فبراير 1963)، رجل سياسي وقائد عسكري مغربي من منطقة الريف، وكان قائدا للمقاومة الريفية ضد الاستعمارين الإسباني والفرنسي للمغرب ويعتبر أول من أشاع استعمال مصطلح المغرب الشرقي بشكل كبير، بعد أن أسس لجنة تحرير المغرب العربي، حيث حدّد الخطّابي أهداف هذه اللجنة، في البيان الذي أصدره بمناسبة تأسيسها في 6 كانون الثاني، 1947 على النحو الآتي: «جمع شمل كافة القوى والأحزاب الوطنية المناضلة في سبيل استقلال المغرب وتونس والجزائر، وإرساء أسس الوحدة الوطنية المغربية التي تنادي بالإسلام والاستقلال التام وترفض أي مساومة مع المستعمر الأجنبي. »

المولد والنشأة
ولد محمد بن عبد الكريم الخطابي في أجدير، وهو ينتسب إلى قبيلة بني ورياغل، والده عبد الكريم الخطابي كان قاضي القبيلة. عرفت الأسرة الخطابية بالمكانة العلمية والسياسية لرجالاتها الذين شغلوا مناصب القيادة والقضاء في منطقتي الريف الأوسط والغربي، يحدثنا الخطابي عن أصله (نحن من أجذيرْ وننتمي إلى آيث وارْيغر [بني ورياغل]، إحدى قبائل الريف. ويعود نسبُنا إلى آل السّيد محمد بن عبد الكريم، المنحدرين من الحجاز، من ينبُعْ تحديداً، على شواطئ البحر الأحمر. جَدنا الأكبر كان يُسمى زارع الينبعي. وقد جاءت أسرتي إلى المغرب في القرن الهجري الثالث (القرن الميلادي التاسع تقريباً) واستقرت في قبيلة بني ورياغل. ومنذئذ، أي لأكثر من ألف سنة، وهذه البلدة الممتدة من خليج الحسيمة إلى ثاركيست هي مَوطننا) ،وأرجع بعض الباحثين نسبه إلى الحسن بن علي، تلقى محمد تعليمه الأولي المتمثل في حفظ القرآن والتعاليم الدينية في أجدير، قبل أن ينتقل للدراسة في مدينة تطوان ثم مدرسة العطارين بفاس، ثم انتقل إلى مدينة مليلية التي نال فيها شهادة الباكالوريا الإسبانية. ثم انتقل بعد ذلك إلى الدراسة في جامعة القرويين بفاس، حيث تتلمذ على يد مجموعة من علماء الدين والسياسة كعبد الصمد بن التهامي ومحمد بن التهامي ومحمد بن جعفر الكتاني. خلال فترة دراسته في فاس، كلف من طرف والده ببعثة سياسية لدى السلطان عبد العزيز سنة 1908، أبدى فيها دعم بني ورياغل لمحاربة الجيلالي بن ادريس الزرهوني بوحمارة الذي هدد وحدة الكيان المغربي قبيل الفترة الإستعمارية بإيعاز من الأطماع الاستعمارية الفرنسية والإسبانية في المغرب، في ظرفية سياسية صعبة من تاريخ المغرب. كان ختام مسيرته الجامعية في مدينة شلمنقة الإسبانية، والتي درس فيها القانون الإسباني بجامعتها لمدة ثلاث سنوات.

كانت بداية الحياة المهنية لمحمد بن عبد الكريم الخطابي، في مليلية، التي زاول بها مهنة التدريس لفائدة الساكنة المسلمة، بين 1907 و1913. مكنه تكوينه الجامعي وضبطه للغة الإسبانية علاوة على اللغتين المحليتين العربية والأمازيغية، للاشتغال مترجما وكاتبا بالإدارة المركزية للشؤون الأهلية بمليلية، سنة 1910. كما اشتغل بالموازاة مع ذلك صحفيا بيومية تيليغراما ديل ريف الناطقة بالإسبانية (بين 1907 و1915)، حيث خصص له عمود يومي باللغة العربية. وعلى غرار والده، تم تعيينه سنة 1913 قاضيا، ثم رقي سنة 1914 إلى منصب قاضي القضاة، بظهير شريف وبأمر من المقيم العام الإسباني عن سن 32 سنة. وتبوأ بذلك أرفع درجة في سلك القضاء الخاص بالساكنة المسلمة للمدينة مليلية. وفي نفس السنة، عين أيضا كمعلم بأكاديمية اللغتين العربية والريفية بمدرسة الشؤون الأهلية بمليلية.

يتفق المؤرخون على أن محمد بن عبد الكريم الخطابي كان إلى حدود هذه المرحلة مؤمنا بالتعايش السلمي مع المستعمر، وذا مكانة محترمة لدى السلطات الاستعمارية ويستدلون على ذلك بالوظائف التي شغلها في سلكي التعليم والقضاء، بل كانت كتاباته الصحفية ذات خط إيجابي إزاء فتح إسبانيا لمدارس تعليمية لفائدة الساكنة المليلية المسلمة، بل وطالب بالجنسية الإسبانية مرتين لم تكللا بالنجاح. أما نقطة التحول الرئيسة في وعيه السياسي وخطه إزاء العلاقات المغربية الإسبانية والفرنسية، ستتأثر نتيجة حدثين رئيسيين:

سجنه سنة 1915: والذي كان نتيجة تعاطفه مع ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى. وجاء السجن بإيعاز من السلطات الفرنسية، التي كان نفوذها السياسي يمتد إلى غاية منطقة الحماية الإسبانية شمال المغرب، والتي اتهمت محمد بن عبد الكريم بالتخابر مع ألمانيا. حيث سجن الخطابي في سجن روسطروغوردو بمليلية، وحاول الفرار مرات عديدة، دون جدوى، وكسرت ساقاه في إحدى هذه المحاولات. مكث في السجن 11 شهرا قبل أن يطلق سراحه ويعود لمزاولة مهنة القضاء في مليلية.
في هذه المرحلة، تولد لدى الخطابي وعي وإحساس بالاضطهاد الاجتماعي والسياسي الذي كان يولده الاستعمار لدى المغاربة، وشرع بربط علاقات مع معارضي الوجود الاستعماري بالمغرب، في المنطقتين الإسبانية والفرنسية.

أما الحدث الرئيسي الثاني فيتجلى خصوصا في انتقال الاستعمار الإسباني إلى مرحلة التغلغل العميق، الذي كان مرتكزا على قواعد رئيسة في السواحل المغربية الشمالية، وذلك مباشرة بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، عبر تكثيف التواجد العسكري، ونشر 63 ألف عسكري وتوسيع المواقع العسكرية على امتداد شمال المغرب. وهو ما لاقى معارضة قوية من طرف شيوخ القبائل وعلى رأسهم عبد الكريم الخطابي (الأب)، الذي انتقلت مقاربته للإستعمار، من الحياد الإيجابي إلى الرفض والتصادم، مرورا بمرحلة نادى فيها السلطات الإسبانية بالسير على نهج الحماية الفرنسية في مناطقها، عبر مواءمة البنية الإدارية الاستعمارية مع البيئة المغربية، بما يمكن أن يصطلح عليه في المصادر التاريخية بنظام الحماية.
كان المشهد السياسي في الريف معقدا في تلك المرحلة، وتميز بتنافس إسباني فرنسي ألماني، سواء على مستوى العمل المخابراتي أو عبر استمالة الأطراف المغربية (كآل الخطابي) لمصلحة هذا المشروع الاستعماري أو ذاك.

تحولت تدريجيا العلاقة بين آل الخطابي والإدارة الإسبانية من التعايش إلى القطيعة. كان القاضي عبد الكريم الخطابي (الأب)، أول من نظم المقاومة الريفية سنة 1920، بمساعدة ابنيه محند وامحمد (الذي قطع دراسة الهندسة بإسبانيا للالتحاق بوالده وأخيه سنة 1920). وكان لتعيين الجنرال سيلفيستري حاكما عسكريا إسبانيا في منطقة الحماية الإسبانية بالمغرب، أثر تسريعي لهذا التحول، بسبب مقاربته العسكرية الصرفة، التي تحكمت في تحركاته الديبلوماسية وقراراته السياسية.

للكاتب/المؤلف : رشدي الصالح ملحس .
دار النشر : المطبعه السلفيه ومكتبتها .
سنة النشر : 1925م / 1343هـ .
عدد مرات التحميل : 1789 مرّة / مرات.
تم اضافته في : الإثنين , 21 مارس 2016م.
حجم الكتاب عند التحميل : 2.6 ميجا بايت .

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

نبذة عن الكتاب :


محمد بن عبد الكريم الخطابي (بالأمازيغية: موحند نعبد لكريم لخطابي Muḥand n Ɛabd Krim Lxeṭṭabi) والذي اشتهر بين الريفيين بـ مولاي موحند أو عبد الكريم الخطابي ويُلقب بأسد الريف؛ (ولد في أجدير، المغرب 1882 - توفي في القاهرة، 6 فبراير 1963)، رجل سياسي وقائد عسكري مغربي من منطقة الريف، وكان قائدا للمقاومة الريفية ضد الاستعمارين الإسباني والفرنسي للمغرب ويعتبر أول من أشاع استعمال مصطلح المغرب الشرقي بشكل كبير، بعد أن أسس لجنة تحرير المغرب العربي، حيث حدّد الخطّابي أهداف هذه اللجنة، في البيان الذي أصدره بمناسبة تأسيسها في 6 كانون الثاني، 1947 على النحو الآتي: «جمع شمل كافة القوى والأحزاب الوطنية المناضلة في سبيل استقلال المغرب وتونس والجزائر، وإرساء أسس الوحدة الوطنية المغربية التي تنادي بالإسلام والاستقلال التام وترفض أي مساومة مع المستعمر الأجنبي.  »

المولد والنشأة
ولد محمد بن عبد الكريم الخطابي في أجدير، وهو ينتسب إلى قبيلة بني ورياغل، والده عبد الكريم الخطابي كان قاضي القبيلة. عرفت الأسرة الخطابية بالمكانة العلمية والسياسية لرجالاتها الذين شغلوا مناصب القيادة والقضاء في منطقتي الريف الأوسط والغربي، يحدثنا الخطابي عن أصله (نحن من أجذيرْ وننتمي إلى آيث وارْيغر [بني ورياغل]، إحدى قبائل الريف. ويعود نسبُنا إلى آل السّيد محمد بن عبد الكريم، المنحدرين من الحجاز، من ينبُعْ تحديداً، على شواطئ البحر الأحمر. جَدنا الأكبر كان يُسمى زارع الينبعي. وقد جاءت أسرتي إلى المغرب في القرن الهجري الثالث (القرن الميلادي التاسع تقريباً) واستقرت في قبيلة بني ورياغل. ومنذئذ، أي لأكثر من ألف سنة، وهذه البلدة الممتدة من خليج الحسيمة إلى ثاركيست هي مَوطننا) ،وأرجع بعض الباحثين نسبه إلى الحسن بن علي، تلقى محمد تعليمه الأولي المتمثل في حفظ القرآن والتعاليم الدينية في أجدير، قبل أن ينتقل للدراسة في مدينة تطوان ثم مدرسة العطارين بفاس، ثم انتقل إلى مدينة مليلية التي نال فيها شهادة الباكالوريا الإسبانية. ثم انتقل بعد ذلك إلى الدراسة في جامعة القرويين بفاس، حيث تتلمذ على يد مجموعة من علماء الدين والسياسة كعبد الصمد بن التهامي ومحمد بن التهامي ومحمد بن جعفر الكتاني. خلال فترة دراسته في فاس، كلف من طرف والده ببعثة سياسية لدى السلطان عبد العزيز سنة 1908، أبدى فيها دعم بني ورياغل لمحاربة الجيلالي بن ادريس الزرهوني بوحمارة الذي هدد وحدة الكيان المغربي قبيل الفترة الإستعمارية بإيعاز من الأطماع الاستعمارية الفرنسية والإسبانية في المغرب، في ظرفية سياسية صعبة من تاريخ المغرب. كان ختام مسيرته الجامعية في مدينة شلمنقة الإسبانية، والتي درس فيها القانون الإسباني بجامعتها لمدة ثلاث سنوات.

كانت بداية الحياة المهنية لمحمد بن عبد الكريم الخطابي، في مليلية، التي زاول بها مهنة التدريس لفائدة الساكنة المسلمة، بين 1907 و1913. مكنه تكوينه الجامعي وضبطه للغة الإسبانية علاوة على اللغتين المحليتين العربية والأمازيغية، للاشتغال مترجما وكاتبا بالإدارة المركزية للشؤون الأهلية بمليلية، سنة 1910. كما اشتغل بالموازاة مع ذلك صحفيا بيومية تيليغراما ديل ريف الناطقة بالإسبانية (بين 1907 و1915)، حيث خصص له عمود يومي باللغة العربية. وعلى غرار والده، تم تعيينه سنة 1913 قاضيا، ثم رقي سنة 1914 إلى منصب قاضي القضاة، بظهير شريف وبأمر من المقيم العام الإسباني عن سن 32 سنة. وتبوأ بذلك أرفع درجة في سلك القضاء الخاص بالساكنة المسلمة للمدينة مليلية. وفي نفس السنة، عين أيضا كمعلم بأكاديمية اللغتين العربية والريفية بمدرسة الشؤون الأهلية بمليلية.

يتفق المؤرخون على أن محمد بن عبد الكريم الخطابي كان إلى حدود هذه المرحلة مؤمنا بالتعايش السلمي مع المستعمر، وذا مكانة محترمة لدى السلطات الاستعمارية ويستدلون على ذلك بالوظائف التي شغلها في سلكي التعليم والقضاء، بل كانت كتاباته الصحفية ذات خط إيجابي إزاء فتح إسبانيا لمدارس تعليمية لفائدة الساكنة المليلية المسلمة، بل وطالب بالجنسية الإسبانية مرتين لم تكللا بالنجاح. أما نقطة التحول الرئيسة في وعيه السياسي وخطه إزاء العلاقات المغربية الإسبانية والفرنسية، ستتأثر نتيجة حدثين رئيسيين:

سجنه سنة 1915: والذي كان نتيجة تعاطفه مع ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى. وجاء السجن بإيعاز من السلطات الفرنسية، التي كان نفوذها السياسي يمتد إلى غاية منطقة الحماية الإسبانية شمال المغرب، والتي اتهمت محمد بن عبد الكريم بالتخابر مع ألمانيا. حيث سجن الخطابي في سجن روسطروغوردو بمليلية، وحاول الفرار مرات عديدة، دون جدوى، وكسرت ساقاه في إحدى هذه المحاولات. مكث في السجن 11 شهرا قبل أن يطلق سراحه ويعود لمزاولة مهنة القضاء في مليلية.
في هذه المرحلة، تولد لدى الخطابي وعي وإحساس بالاضطهاد الاجتماعي والسياسي الذي كان يولده الاستعمار لدى المغاربة، وشرع بربط علاقات مع معارضي الوجود الاستعماري بالمغرب، في المنطقتين الإسبانية والفرنسية.

أما الحدث الرئيسي الثاني فيتجلى خصوصا في انتقال الاستعمار الإسباني إلى مرحلة التغلغل العميق، الذي كان مرتكزا على قواعد رئيسة في السواحل المغربية الشمالية، وذلك مباشرة بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، عبر تكثيف التواجد العسكري، ونشر 63 ألف عسكري وتوسيع المواقع العسكرية على امتداد شمال المغرب. وهو ما لاقى معارضة قوية من طرف شيوخ القبائل وعلى رأسهم عبد الكريم الخطابي (الأب)، الذي انتقلت مقاربته للإستعمار، من الحياد الإيجابي إلى الرفض والتصادم، مرورا بمرحلة نادى فيها السلطات الإسبانية بالسير على نهج الحماية الفرنسية في مناطقها، عبر مواءمة البنية الإدارية الاستعمارية مع البيئة المغربية، بما يمكن أن يصطلح عليه في المصادر التاريخية بنظام الحماية.
كان المشهد السياسي في الريف معقدا في تلك المرحلة، وتميز بتنافس إسباني فرنسي ألماني، سواء على مستوى العمل المخابراتي أو عبر استمالة الأطراف المغربية (كآل الخطابي) لمصلحة هذا المشروع الاستعماري أو ذاك.

تحولت تدريجيا العلاقة بين آل الخطابي والإدارة الإسبانية من التعايش إلى القطيعة. كان القاضي عبد الكريم الخطابي (الأب)، أول من نظم المقاومة الريفية سنة 1920، بمساعدة ابنيه محند وامحمد (الذي قطع دراسة الهندسة بإسبانيا للالتحاق بوالده وأخيه سنة 1920). وكان لتعيين الجنرال سيلفيستري حاكما عسكريا إسبانيا في منطقة الحماية الإسبانية بالمغرب، أثر تسريعي لهذا التحول، بسبب مقاربته العسكرية الصرفة، التي تحكمت في تحركاته الديبلوماسية وقراراته السياسية.



نوع الكتاب : pdf.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل سيرة محمد عبدالكريم الخطابي
رشدي الصالح ملحس
رشدي الصالح ملحس
Rushdi Al Saleh Malhas
رشدي صالح ملحس (1316 هـ / 1899 م نابلس، فلسطين - 1378 هـ /1959 م) أديب كاتب وباحث جغرافي. عمل في الصحافة في دمشق، عاد إلى نابلس بعد الاحتلال الفرنسي سنة 1920، توجه إلى السعودية واستقر في مكة سنة 1926 بعد دعوة تلقاها من صديقه يوسف ياسين رئيس الشعبة السياسية بالديوان الملكي السعودي في الرياض لتولي تحرير صحيفة أم القرى في مكة. نال ثقة الملك عبد العزيز بن سعود حتى عينه نائبا ليوسف ياسين في الشعبة السياسية. له عدة مصنفات، من بينها سيرة الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، ومعجم منازل الوحـي ـ مخطوط، نشرت منه عشرة فصول، فـي مجلة (المنهل)، وكتاب عن (المعادن)، انتزعه من كتاب كبير له في البلدان لعله جغرافية البلاد العربية السعودية وانتزع منه أيضاً معجم البلدان العربية. وله منازل المعلقات، جمع فيه نحو 150 اسماً وحقق أماكنها المعروفة اليوم، ومسافات الطرق في المملكة، ونشر تـاريخ مكة للأزرقي، طبعة ثانية بمكة، ونشر فصولاً من مباحثه في المجلات السعودية. علاقته بالملك عبد العزيز كان رشدي ملحس من الشخصيات التي لا يستغني عنها الملك عبد العزيز، وهو من الشخصيات العربية المثقفة التي استعان بها المؤسس لدعم حركة الصحافة والتأليف. نال ثقة الملك عبدالعزيز حتى عينه نائبا ليوسف ياسين في الشعبة السياسية ومما يروى عن الملك عبد العزيز أنه قال عنه: إني استغني عن أي شخص عندي فأجد من يحل محله أما رشدي ملحس فلا. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ سيرة محمد عبدالكريم الخطابي ❝ الناشرين : ❞ المطبعه السلفيه ومكتبتها ❝ ❱.



كتب اخرى في التراجم والأعلام

شيخ الإسلام الإمام الأكبر محمد الطاهر بن عاشور PDF

قراءة و تحميل كتاب شيخ الإسلام الإمام الأكبر محمد الطاهر بن عاشور PDF مجانا

شيخ الإسلام أبو شعيب الدكالي الصدّيقي وجهوده في العلم والإصلاح والوطنيةمع ذكر ثلة من تلامذته وآثاره PDF

قراءة و تحميل كتاب شيخ الإسلام أبو شعيب الدكالي الصدّيقي وجهوده في العلم والإصلاح والوطنيةمع ذكر ثلة من تلامذته وآثاره PDF مجانا

حافظ إبراهيم شاعر الشعب وشاعر النيل PDF

قراءة و تحميل كتاب حافظ إبراهيم شاعر الشعب وشاعر النيل PDF مجانا

حافظ إبراهيم شاعر النيل PDF

قراءة و تحميل كتاب حافظ إبراهيم شاعر النيل PDF مجانا

سيرة عمر بن عبد العزيز PDF

قراءة و تحميل كتاب سيرة عمر بن عبد العزيز PDF مجانا

سيرة حميدة و منهج مبارك الدكتور محمد سليمان الأشقر PDF

قراءة و تحميل كتاب سيرة حميدة و منهج مبارك الدكتور محمد سليمان الأشقر PDF مجانا

سيرة الصحابي خالد بن الوليد سيف من سيوف الله رضي الله عنه PDF

قراءة و تحميل كتاب سيرة الصحابي خالد بن الوليد سيف من سيوف الله رضي الله عنه PDF مجانا

سيف الله خالد بن الوليد.. دراسة عسكرية تاريخية عن معاركه وحياته PDF

قراءة و تحميل كتاب سيف الله خالد بن الوليد.. دراسة عسكرية تاريخية عن معاركه وحياته PDF مجانا

المزيد من كتب علوم القرآن في مكتبة كتب علوم القرآن , المزيد من كتب إسلامية متنوعة في مكتبة كتب إسلامية متنوعة , المزيد من إسلامية متنوعة في مكتبة إسلامية متنوعة , المزيد من كتب الفقه العام في مكتبة كتب الفقه العام , المزيد من كتب التوحيد والعقيدة في مكتبة كتب التوحيد والعقيدة , المزيد من مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف في مكتبة مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف , المزيد من كتب أصول الفقه وقواعده في مكتبة كتب أصول الفقه وقواعده , المزيد من التراجم والأعلام في مكتبة التراجم والأعلام , المزيد من السنة النبوية الشريفة في مكتبة السنة النبوية الشريفة
عرض كل كتب إسلامية ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..