الكتاب عبارة عن تفريغ لحلقات في برنامج يوتيوبي للشيخ سلمان العودة -فك الله قيده- بعنوان "علمني موسى" .
تتبع هذا الكتاب قصة سيدنا موسى من الوحيين وحوى لفتات جميلة جدًا منها:

-قصة سيدنا موسى عليه مع بني إسرائيل من أكثر القصص التي وردت في القرآن الكريم وأكثر نبي ذكر هو موسى عليه السلام وذلك له دلالات ولعل منها:
١- في قصة سيدنا موسى تصبير للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وتسرية عنه مما يقع له من هم لإن موسى عليه السلامواجه من بني إسرائيل العجائب:
*فبعد أن أكرمهم الله بالخلاص من الطاغية فرعون طلبوا من موسى بأن يجعل لهم إله:
"وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَىٰ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَىٰ أَصْنَامٍ لَّهُمْ ۚ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَٰهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ۚ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ"


*وبعد أن أكرمهم الله بالمن والسلوى طلبوا من موسى عليه السلام أصناف طعام أخرى لن نصبر على طعام واحد:
"وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا "


*وطلبوا المستحيلات من نبيهم عليه السلام مثل رؤية الله سبحانه لن نؤمن لك حتى نرى الله جهره:
"وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ"



ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم لما أوذي يومًا تذكر الأذى الذي واجه موسى من بني إسرائيل وقال:
"رحِمَ اللهُ أخي موسى؛ لقد أُوذِيَ بأكثَرَ مِن هذا فصبَرَ"

٢- أن الله سبحانه وتعالى يحذر هذه الأمة مما فعله بنو إسرائيل مع موسى عليه السلام حتى لا يفعلوا مثله ولا يقعوا فيه:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا ۚ وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا"


-الفرعونية بمفهومها الشامل : فعل الظالم الباغي الذي يتجرد حتى من الإنسانية ومن تجلياتها:
١- يتقمصها الشخص فيصير فرعونًا في سلوكه؛ من تسلط على الناس ، واستكبار،وظلم.. ويمكن أن تكون فرعونيتك على زوجتك،أو على ولدك،أو على طلابك، أو على الموظفين عندك.

٢-ويمكنك أن تشاهدها في السياسة الاستعمارية التي تقوم على أخذ الخيرات والخبرات ولا تأبه بمن مات من الناس أوجاع.

٣- وممكن أن تكون على شكل ترسانات عسكرية يكون دم الإنسان بالنسبة لها أرخص من المباني والإنشاءات.

-لا يعفي الإنسان من العقوبة والمسائلة كونه "عبد مأمور" فمثل ما ذم الله فرعون وهامان لم يهمل ذكر من كانوا أدواتلذلك البطش وهم "الجنود" :
"فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ۗ إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ"


-من لطف الله سبحانه برسله وعباده الصالحين أن موسى عليه السلام عاش في قصر فرعون مستفيدًا من رغد العيش وميزات القصر ولا يواجه الظلم ولا العسف ولا العدوان ولا الطغيان الذي يواجهه بني إسرائيل خارج القصر.
"وإذا أراد الله إتمام حاجةٍ أتتك على سفرٍ وأنت مُقيم."

-وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ

قالوا في قوله تعالى :"وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا"
كان الإسرائيلي يملك بيت وخادمًا وعنده طعام وشراب وهذا من معايير الملك..
لك أن تتخيل؟!
وحديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حول هذا المعنى: « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا»

فاللهم لك الحمد حمدًا يفوق حمد الحامدين.. حمدًا تدوم به النعم وترتفع به النقم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.

-عند بني إسرائيل نبوءة يتناقلونها عن زوال فرعون وظهور المصلح الثائر، وهذه النبوءة هي التي حفظت بني إسرائيل بعد حفظ الله وبعثت فيهم الأمل… ويجب علينا كمسلمين اليوم أن نؤمن بالوعد الحق ستتحرر مقدساتنا بعون الله وستكون الغلبة لهذا الدين وأهله لإن مثل هذا الإيمان يحفظ الصبر والجلد وخاصة للمرابطين على بيت المقدس وأكناف بيت المقدس جزاهم الله خيرا.

-قصة الفتاتان فيها لفتات تهمنا اليوم للحديث عن طبيعة العمل الذي يناسب المرأة ففي القصة رغم قربهن من الرعاة لكن لم تشأ هاتان الفتاتان أن تدخلان في غمار الرعاة رغم عدم وجود قانون في ذلك الوقت يمنع مثل ذلك الاختلاط لكن القانون كان داخلهما.

-التكامل في الدعوة مطلوب فموسى عليه السلام كان أقرب إلى القيادة للمستقبل وما يجب أن يكون عليه الأمر وأماهارون عليه السلام أقرب إلى الناس يعرف ظروفهم ويصبر عليهم وبهذه الطريقه يسد بعضهم ثغرة بعض.

-فرعون وقومه وقع عليهم الطوفان والدم والضفادع والجراد ولم يعتبروا فحري بكل مؤمن أن لا يغفل عن آيات الله تعالى إليه وخصوصًا الكونية منها والتي نشاهدها بشكل يومي ولا تحرك فينا ساكنًا بسبب اعتيادنا عليها وابتذالنا لها.

-كتب الله على بني إسرائيل التيه لأربعين سنة يدورون في حلقة مفرغة وذكر في بعض المصادر أنهم يقطعون مسافةكبيرة ثم يخلدوا للنوم بعد مسير شاق ليجدوا أنفسهم في الصباح قد عادوا لنقطة البداية… وعلى أمتنا أن تحذر اليوم لكي لا يتكرر هذا التيه أو تيه أكبر منه مثل تيه الشعوب التي لا تعرف مستقبلها ولا تسهم في صياغته بحيث لا يتوفر معها مشروع نهوض حضاري يكون المال أساسه ويكون الاستثمار البشري والتنمية الذاتية دعائمه.

-قارون كان من بني إسرائيل ومقرب من فرعون بل يقال أن فرعون جعله رئيسًا عليهم فبغى عليهم بطرًا وأشرًا ومبالغة في حب المال والعبودية له وتوظيفه في الشر.

فالله سبحانه وتعالى وجهنا بأن نطلب الدنيا والآخرة معًا: "وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"
[الجزء: ٢ | البقرة ٢ | الآية: ٢٠١]

-أدعية موسوية:
١- قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي

٢-قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

٣- قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ

٤-عَسَىٰ رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ

٥-رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ

٦- لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ

٧- ۖ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ


-لهذا أحببت موسى.. موسى قبل النبوة وبعدها صاحب إيمان بالله يحبه ويؤمن به ويلجأ إليه في الشدائد وتعرفت على اللهأكثر من خلال قصة موسى عليه السلام وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام