كتاب المرتضى سيرة أمير المؤمنين سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالبكتب إسلامية

كتاب المرتضى سيرة أمير المؤمنين سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب

أبو الحسن علي بن أبي طالب الهاشمي القُرشي (13 رجب 23 ق هـ/17 مارس 599م - 21 رمضان 40 هـ/ 27 يناير 661 م) ابن عم الرسول محمد بن عبد الله وصهره، من آل بيته، وأحد أصحابه، هو رابع الخلفاء الراشدين عند السنة وأحد العشرة المبشرين بالجنة وأوّل الأئمّة عند الشيعة. ولد في مكة وتشير مصادر التاريخ بأن ولادته كانت في جوف الكعبة، وأُمّه فاطمة بنت أسد الهاشميّة. أسلم قبل الهجرة النبويّة، وهو ثاني أو ثالث الناس دخولا في الإسلام، وأوّل من أسلم من الصبيان. هاجر إلى المدينة المنورة بعد هجرة الرسول بثلاثة أيّام وآخاه النبي محمد مع نفسه حين آخى بين المسلمين، وزوجه ابنته فاطمة في السنة الثانية من الهجرة. شارك علي في كل غزوات الرسول عدا غزوة تبوك حيث خلّفه فيها النبي محمد على المدينة. وعُرف بشدّته وبراعته في القتال فكان عاملًا مهمًا في نصر المسلمين في مختلف المعارك وأبرزها غزوة الخندق ومعركة خيبر. لقد كان علي موضع ثقة الرسول محمد فكان أحد كتاب الوحي وأحد أهم سفرائه ووزرائه. تعد مكانة علي بن أبي طالب وعلاقته بأصحاب الرسول موضع خلاف تاريخي وعقائدي بين الفرق الإسلامية المختلفة، فيرى بعضهم أن الله اختاره وصيًّا وإمامًا وخليفةً للمسلمين، وأنّ محمدًا قد أعلن ذلك في خطبة الغدير، لذا اعتبروا أنّ اختيار أبي بكر لخلافة المسلمين كان مخالفًا لتعاليم النبي محمد، كما يرون أنّ علاقة بعض الصحابة به كانت متوتّرة. وعلى العكس من ذلك ينكر بعضهم حدوث مثل هذا التنصيب، ويرون أنّ علاقة أصحاب الرسول به كانت جيدة ومستقرّة. ويُعدّ اختلاف الاعتقاد حول علي هو السبب الأصلي للنزاع بين السنة والشيعة على مدى العصور. بويع بالخلافة سنة 35 هـ (656 م) بالمدينة المنورة، وحكم خمس سنوات وثلاث أشهر وصفت بعدم الاستقرار السياسي، لكنها تميزت بتقدم حضاري ملموس خاصة في عاصمة الخلافة الجديدة الكوفة. وقعت الكثير من المعارك بسبب الفتن التي تعد امتدادا لفتنة مقتل عثمان، مما أدى لتشتت صف المسلمين وانقسامهم لشيعة علي الخليفة الشرعي، وشيعة عثمان المطالبين بدمه على رأسهم معاوية بن أبي سفيان الذي قاتله في صفين، وعائشة بنت أبي بكر ومعها طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام الذين قاتلوه في يوم الجمل بفعل فتنة أحدثها البعض حتى يتحاربوا؛ كما خرج على علي جماعة عرفوا بالخوارج وهزمهم في النهروان، وظهرت جماعات تعاديه وتتبرأ من حكمه وسياسيته سموا بالنواصب ولعل أبرزهم الخوارج. واستشهد على يد عبد الرحمن بن ملجم في رمضان سنة 40 هـ 661 م. اشتهر علي عند المسلمين بالفصاحة والحكمة، فينسب له الكثير من الأشعار والأقوال المأثورة. كما يُعدّ رمزًا للشجاعة والقوّة ويتّصف بالعدل والزُهد حسب الروايات الواردة في كتب الحديث والتاريخ. كما يُعتبر من أكبر علماء عصره علمًا وفقهًا إنْ لم يكن أكبرهم على الإطلاق كما يعتقد الشيعة وبعض السنة، بما فيه عدد من الفرق الصوفيّة. بعد وفاة النبي محمد قام علي بتغسيل وتجهيز جثمانه للدفن، وفي هذه الأثناء اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ورشحوا سعد بن عبادة ليكون خليفة للمسلمين، وحين سمع أبو بكر وعمر بهذا توجها إلى السقيفة وأكدوا على أحقية المهاجرين بالخلافة كما تقول المصادر السنية ودار جدال بينهم، في النهاية تم اختيار أبي بكر ليكون خليفة النبي، بعدها توجهوا لبيت علي لأخذ البيعة منه. يروي بعض المؤرخين أن عليًا كان مقتنعًا بأحقيته في الخلافة، واعتقد أن المسلمين سيختاروه في السقيفة، فقال حين وصله نبأ ترشيح الأنصار لسعد بن عبادة: «لو كانت الامامة فيهم، لم تكن الوصيّة بهم» ثم قال: «فماذا قالت قريش؟» قالوا: «احتجّت بأنّها شجرة الرسول»، فقال: «احتجّوا بالشجرة وأضاعوا الثمرّة»، فاجتمع علي وبعض الصحابة المحتجين على خلافة أبي بكر في بيت علي ومنهم طلحة بن عبيد الله، الزبير بن العوام وأمه صفية عمة النبي، ولكن السنة يصححون رواية تقول أنه تقبل الأمر ورضي بخلافة أبي بكر، كما وافقهم في هذا بعض الفقهاء الشيعة أمثال محمد حسين كاشف الغطاء في كتاب أصل الشيعة وأصولها حيث قال أن علي قد بايع وسالم. وتؤكد بعض المصادر أن علي بن أبي طالب احتفظ بدور كبير خلال عهود الخلفاء الثلاثة الذين سبقوه، وكانوا يستشيروه في الكثير من الأمور. بينما يؤكد أغلب الشيعة وبعض الباحثين المعاصرين روايات تقول أنه بايع كارها وتنفي بعضها مبايعته لأبي بكر. كما يعتبر علماء الشيعة الكثير من الصحابة مرتدين وخارجين عن الإسلام لرفضهم إمامة علي وتخاذلهم عن نصرته باستثناء القليل منهم لا يعرف عددهم تحديدا فيقال ثلاثة أو أربعة منهم، وفي روايات أخرى سبعة، ويصل عددهم في بعض الروايات إلى سبعمائة كما تضاربت الروايات حول هويتهم فيذكر منهم الزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، والعباس بن عبد المطلب، والفضل بن العباس، وخالد بن سعيد بن العاص، والمقداد بن عمرو، وسلمان الفارسي، وعمار بن ياسر، وأبو ذر الغفاري، والبراء بن عازب، وأبي بن كعب، وهناك روايات في كتب الشيعة تقول أن بني هاشم لم يبايعوا أبا بكر. تقول الروايات الشيعية أن منزل علي تعرض للاقتحام أكثر من مرة وتعرضت زوجته للضرب وكسر ضلعها وإجهاض جنينها المحسن حين عصرها عمر بن الخطاب، وفي بعض الروايات قنفذ مولى عمر- بين باب منزلها والحائط، وهدد عمر بن الخطاب -حسب الروايات الشيعية- بحرق البيت فخرج إليه الزبير بن العوام مستلا سيفه لكنه تعثر فأخذوا منه سيفه، بينما تنفي الروايات السنية حصول هذا الأمر، وأن الصحابة كانوا متآلفين، وذكر سليم بن قيس في كتابه أن عليا -حسب وجهة النظر الشيعية- رُبط بالحبال وتكالب عليه الناس أثناء مقاومته لمهاجمي داره وكاد أن يُقتل لولا أن حال بينه وبينهم زوجته فاطمة. على الرغم من ذلك يصحح رجال الدين الشيعة كذلك روايات مفادها أن علي بن أبي طالب التزم بمبدأ التقية مع أنهم يعدون الصحابة مغتصبين لإرث النبوة، ولم يطالب علي بحقه في القصاص لزوجته طوال فترة حكم الخلفاء الثلاثة مما يعتبره السنة موقف لا يليق بعلي بن أبي طالب كما ينكرون حدوث هذا الأمر من الأصل، بينما يقول الشيعة بأنه التزام بوصية أوصاه بها محمد قبل وفاته -حسب الروايات الشيعية وينكرها السنة- جاء فيها: «يا علي ستغدر بك الأمة من بعدي، فقلت يا رسول الله فما تعهد إلي إذا كان كذلك؟ فقال: إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم وجاهدهم. وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك حتى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنتي أعوانا»،. فاستنصر علي القوم فلم يجبه غير أربعة أو خمسة، لكن علي قال "ولو كنت في أربعين رجلًا لفرقت جماعتكم"، فبايع كارها متبعا الوصية وحقنًا لدمه؛ وفي رواية أخرى أوردها اليعقوبي أن أبا سفيان بن حرب بايع عليا، وذهب خالد بن سعيد إلى علي يبايعه قائلا له: «هلم أبايعك، فو الله ما في الناس أحد أولى بمقام محمد منك» فأقبل عليه أربعون رجلا فبايعوه، واعتزلوا في بيت علي، وبلغ أبا بكر وعمر أن جماعة من المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب، فأتوا في جماعة واقتحموا البيت واشتبك عمر مع علي -حسب الروايات الشيعية التي ينكرها السنة- إلا أن فاطمة زوجة علي هددتهم قائلة: «والله لتخرجن أو لأكشفن شعري ولأعجن إلى الله!» فخرجوا وأقام أتباع علي في بيته أياما لكنهم خرجوا واحدا تلو الآخر يبايعون أبا بكر ولم يبق إلا عليا، فبايع بعدها بستة أشهر. بعدها مكث في بيته حتى جمع القرآن، كما أنه اعتزل العمل السياسي وتفرغ لخدمة أهله وزراعة الحدائق والبساتين وحفر الآبار التي تعرف حاليا بآبار علي. وفي رواية أخرى لنفس القصة أن عليًا رفض طلب أبي سُفيان بن حرب بن أميَّة أن يبسط يده ليُبايعه ولينصره بالرجال والخيل، وكان جوابه له: «لَطَالَمَا عَادَيْتَ الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ يَا أَبَا سُفْيَانَ، فَلَمْ يَضُرَّهُ شَيْئًا إِنَّا وَجَدْنَا أَبَا بَكْرٍ لَهَا أَهْلا». في عهد أبي بكر Crystal Clear app kdict.png طالع أيضًا: مظلومية الزهراء بعد أن شيع أبو بكر جيش أسامة بن زيد جعل كبار الصحابة - ومنهم علي بن أبي طالب - على منافذ المدينة لحمايتها من أي اعتداء، واستشاره أبو بكر قبل أن يحارب المرتدين وأيضا قبل المضي في غزو الروم، و شارك في جنازة أبي بكر. في حين تنكر روايات أخرى مشاركته في حروب الردة أو جنازة أبي بكر. جاء في الكامل أن القضاء في عهد أبي بكر كان لعلي بن أبي طالب. جدير بالذكر أن علي بن أبي طالب كان في صف زوجته فاطمة في مطالبتها بميراث أبيها، حيث اعتبرا أرض فدك من حق فاطمة كنحلة نحلها إياها محمد في حياته كما جاء في بعض الروايات، بينما انكر أبو بكر ومعه عمر بن الخطاب كونها نحلة، بل اعتبراها ميراثا من محمد وقالا بأن الأنبياء لا يورثون وأن ما تركوه صدقة ويستند أبوا بكر ألى حديث قال أنه سمعه من الرسول: «لا نورث، ما تركنا صدقة». ويقول الشيعة أن فاطمة قد جاهرت بالرد عليه في مسجد النبي بالخطبة المعروفة بالفدكية؛ في حين روى البيهقي أن أبا بكر أتى فاطمة يترضاها، فسألت علي أتحب أن آذن له؟ فقال نعم، فأذنت له، فدخل عليها يترضاها حتى رضيت. في خلافة أبي بكر، بعد وفاة محمد بحوالي ستة أشهر حسب أغلب الأقوال توفيت زوجته فاطمة، ويروى أنها أوصت بأن يبقى مكان دفنها سرا، فدفنها ليلا في مكان مجهول وصلى عليها وابناه الحسن والحسين، وفي روايات صلى عليها عدد قليل من الصحابة واختلفت الروايات حول هويتهم؛ وفي روايات أخرى يروى أنه دفنها في البقيع وقام كبار الصحابة، ومنهم أبو بكر، بالصلاة عليها. بعد وفاة أبي بكر تزوج علي بن أبي طالب أرملته أسماء بنت عميس، وكفل ابنها محمد بن أبي بكر، فتربى في بيته، وأصبح من كبار شيعته فيما بعد. في عهد عمر بن الخطاب كان علي قاضي عمر على المدينة ويقال في بعض المصادر التاريخية أن عمر لم يكن له قاض، وكان يستشيره عمر في كثير من القضايا والأمور الفقهية والسياسية ويعمل بمشورته، فيروى في تاريخ الطبري أن عليا اقترح على عمر البدء باستخدام التقويم الهجري. كما يروى أنه استشار علي بن أبي طالب في تسلم مدينة بيت المقدس من الروم فأشار عليه بالذهاب بنفسه لاستلامها فأخذ بمشورته وولاه على المدينة في غيابه. وفي العديد من المواقف المعقدة التي احتاجت دراية بالأحكام الفقهية كان علي بن أبي طالب يقدم لعمر الحكم الإسلامي فيها، حتى قال عمر في ذلك: «لولا علي لهلك عمر»، وينسب لعمر كذلك أنه قال «أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن». تذكر مصادر أخرى مثل الكامل وأسد الغابة أن عمر تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب. وكان عمر قد قام برد العقارات بفدك وخيبر إلى علي والعباس وبني هاشم، وكذلك كان عمر يضع علي بن أبي طالب في المرتبة الثانية في عطايا بيت المال بعد العباس عم محمد. حين كان عمر يحتضر، رشح ستة للخلافة من بعده ممن توفي الرسول محمد وهو راض عنهم، وكان من بينهم علي بن أبي طالب. يقدم سيرة امير المؤمنين علي بن أبي طالب في إطار قبلي وشخصي وجماعي ومبدئي وإداري ، في دراسة تاريخية مقارنة محايدة ، لما امتاز به من خصائص ومواهب وعبقريات و تعاون جاد مع من سبقه في تولي الخلافة ، في صالح الإسلام والمسلمين ، ويبين السر المحقق من توالي الخلفاء الراشدين بعضهم إثر بعض ، مع بيان جهود عظماء ذريته في قيادة المسلمين وفي نشر الإسلام ، وقيادة الحركات الجهادية في مختلف الأمكنة والزمنة ، مع نقد النظريات الدخيلة على الإسلام وتفنيد نسبتها إلى أهل البيت واستغلالها لغايات مذهبية طائفية سياسية.
أبو الحسن علي الحسني الندوي - أبو الحسن الندوي هو مفكر إسلامي وداعية هندي ولد بقرية تكية، مديرية رائي بريلي، الهند عام 1333هـ/1914م وتوفي في 31 ديسمبر 1999 الموافق 23 رمضان 1420هـ. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ قصص النبيين للأطفال ❝ ❞ قصص من التاريخ الإسلامي للأطفال ❝ ❞ سيرة خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم ❝ ❞ رجال الفكر والدعوة في الإسلام ❝ ❞ حسن البنا - مذكرات الدعوة والداعية ❝ ❞ القراءة الراشدة لتعليم اللغة العربية فى المدارس الإسلامية ❝ ❞ القراءة الراشدة لتعليم اللغة العربية والثقافة الإسلامية ❝ ❞ مختارات من أدب العرب قسم النثر ❝ ❞ مذكرات سائح في الشرق العربي ❝ الناشرين : ❞ دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان ❝ ❞ دار القلم للنشر والتوزيع ❝ ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❞ دار الفكر للطباعة والنشر بسوريا ❝ ❞ دار الكتاب العربي ❝ ❞ دار الهلال ❝ ❞ دار ابن كثير ❝ ❞ دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة ❝ ❞ دار الهدي للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الصحوة للنشر ❝ ❞ مكتبة الإيمان ❝ ❞ دار الفتح ❝ ❞ رابطة العالم الإسلامي ❝ ❞ المختار الاسلامي للطباعة والنشر ❝ ❞ دار الإرشاد ❝ ❞ دار المجتمع للنشر والتوزيع - جدة ❝ ❞ دار الندوة للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ المجمع الأسلامي العلمي ❝ ❞ الدار السعودية للنشر ❝ ❞ الأكاديمية الإسلامية ❝ ❞ إحياء التراث الإسلامي-قطر- ❝ ❞ مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق ❝ ❞ دار عرفات ❝ ❞ مكتبة السداوي للنشر والتويع ❝ ❞ دار افاق الغد ❝ ❱
من التراجم والأعلام - مكتبة كتب إسلامية.

وصف الكتاب : أبو الحسن علي بن أبي طالب الهاشمي القُرشي (13 رجب 23 ق هـ/17 مارس 599م - 21 رمضان 40 هـ/ 27 يناير 661 م) ابن عم الرسول محمد بن عبد الله وصهره، من آل بيته، وأحد أصحابه، هو رابع الخلفاء الراشدين عند السنة وأحد العشرة المبشرين بالجنة وأوّل الأئمّة عند الشيعة.

ولد في مكة وتشير مصادر التاريخ بأن ولادته كانت في جوف الكعبة، وأُمّه فاطمة بنت أسد الهاشميّة. أسلم قبل الهجرة النبويّة، وهو ثاني أو ثالث الناس دخولا في الإسلام، وأوّل من أسلم من الصبيان. هاجر إلى المدينة المنورة بعد هجرة الرسول بثلاثة أيّام وآخاه النبي محمد مع نفسه حين آخى بين المسلمين، وزوجه ابنته فاطمة في السنة الثانية من الهجرة.

شارك علي في كل غزوات الرسول عدا غزوة تبوك حيث خلّفه فيها النبي محمد على المدينة. وعُرف بشدّته وبراعته في القتال فكان عاملًا مهمًا في نصر المسلمين في مختلف المعارك وأبرزها غزوة الخندق ومعركة خيبر. لقد كان علي موضع ثقة الرسول محمد فكان أحد كتاب الوحي وأحد أهم سفرائه ووزرائه.

تعد مكانة علي بن أبي طالب وعلاقته بأصحاب الرسول موضع خلاف تاريخي وعقائدي بين الفرق الإسلامية المختلفة، فيرى بعضهم أن الله اختاره وصيًّا وإمامًا وخليفةً للمسلمين، وأنّ محمدًا قد أعلن ذلك في خطبة الغدير، لذا اعتبروا أنّ اختيار أبي بكر لخلافة المسلمين كان مخالفًا لتعاليم النبي محمد، كما يرون أنّ علاقة بعض الصحابة به كانت متوتّرة. وعلى العكس من ذلك ينكر بعضهم حدوث مثل هذا التنصيب، ويرون أنّ علاقة أصحاب الرسول به كانت جيدة ومستقرّة. ويُعدّ اختلاف الاعتقاد حول علي هو السبب الأصلي للنزاع بين السنة والشيعة على مدى العصور.

بويع بالخلافة سنة 35 هـ (656 م) بالمدينة المنورة، وحكم خمس سنوات وثلاث أشهر وصفت بعدم الاستقرار السياسي، لكنها تميزت بتقدم حضاري ملموس خاصة في عاصمة الخلافة الجديدة الكوفة. وقعت الكثير من المعارك بسبب الفتن التي تعد امتدادا لفتنة مقتل عثمان، مما أدى لتشتت صف المسلمين وانقسامهم لشيعة علي الخليفة الشرعي، وشيعة عثمان المطالبين بدمه على رأسهم معاوية بن أبي سفيان الذي قاتله في صفين، وعائشة بنت أبي بكر ومعها طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام الذين قاتلوه في يوم الجمل بفعل فتنة أحدثها البعض حتى يتحاربوا؛ كما خرج على علي جماعة عرفوا بالخوارج وهزمهم في النهروان، وظهرت جماعات تعاديه وتتبرأ من حكمه وسياسيته سموا بالنواصب ولعل أبرزهم الخوارج. واستشهد على يد عبد الرحمن بن ملجم في رمضان سنة 40 هـ 661 م.

اشتهر علي عند المسلمين بالفصاحة والحكمة، فينسب له الكثير من الأشعار والأقوال المأثورة. كما يُعدّ رمزًا للشجاعة والقوّة ويتّصف بالعدل والزُهد حسب الروايات الواردة في كتب الحديث والتاريخ. كما يُعتبر من أكبر علماء عصره علمًا وفقهًا إنْ لم يكن أكبرهم على الإطلاق كما يعتقد الشيعة وبعض السنة، بما فيه عدد من الفرق الصوفيّة.

بعد وفاة النبي محمد قام علي بتغسيل وتجهيز جثمانه للدفن، وفي هذه الأثناء اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ورشحوا سعد بن عبادة ليكون خليفة للمسلمين، وحين سمع أبو بكر وعمر بهذا توجها إلى السقيفة وأكدوا على أحقية المهاجرين بالخلافة كما تقول المصادر السنية ودار جدال بينهم، في النهاية تم اختيار أبي بكر ليكون خليفة النبي، بعدها توجهوا لبيت علي لأخذ البيعة منه.

يروي بعض المؤرخين أن عليًا كان مقتنعًا بأحقيته في الخلافة، واعتقد أن المسلمين سيختاروه في السقيفة، فقال حين وصله نبأ ترشيح الأنصار لسعد بن عبادة: «لو كانت الامامة فيهم، لم تكن الوصيّة بهم» ثم قال: «فماذا قالت قريش؟» قالوا: «احتجّت بأنّها شجرة الرسول»، فقال: «احتجّوا بالشجرة وأضاعوا الثمرّة»، فاجتمع علي وبعض الصحابة المحتجين على خلافة أبي بكر في بيت علي ومنهم طلحة بن عبيد الله، الزبير بن العوام وأمه صفية عمة النبي، ولكن السنة يصححون رواية تقول أنه تقبل الأمر ورضي بخلافة أبي بكر، كما وافقهم في هذا بعض الفقهاء الشيعة أمثال محمد حسين كاشف الغطاء في كتاب أصل الشيعة وأصولها حيث قال أن علي قد بايع وسالم. وتؤكد بعض المصادر أن علي بن أبي طالب احتفظ بدور كبير خلال عهود الخلفاء الثلاثة الذين سبقوه، وكانوا يستشيروه في الكثير من الأمور.

بينما يؤكد أغلب الشيعة وبعض الباحثين المعاصرين روايات تقول أنه بايع كارها وتنفي بعضها مبايعته لأبي بكر. كما يعتبر علماء الشيعة الكثير من الصحابة مرتدين وخارجين عن الإسلام لرفضهم إمامة علي وتخاذلهم عن نصرته باستثناء القليل منهم لا يعرف عددهم تحديدا فيقال ثلاثة أو أربعة منهم، وفي روايات أخرى سبعة، ويصل عددهم في بعض الروايات إلى سبعمائة كما تضاربت الروايات حول هويتهم فيذكر منهم الزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، والعباس بن عبد المطلب، والفضل بن العباس، وخالد بن سعيد بن العاص، والمقداد بن عمرو، وسلمان الفارسي، وعمار بن ياسر، وأبو ذر الغفاري، والبراء بن عازب، وأبي بن كعب، وهناك روايات في كتب الشيعة تقول أن بني هاشم لم يبايعوا أبا بكر. تقول الروايات الشيعية أن منزل علي تعرض للاقتحام أكثر من مرة وتعرضت زوجته للضرب وكسر ضلعها وإجهاض جنينها المحسن حين عصرها عمر بن الخطاب، وفي بعض الروايات قنفذ مولى عمر- بين باب منزلها والحائط، وهدد عمر بن الخطاب -حسب الروايات الشيعية- بحرق البيت فخرج إليه الزبير بن العوام مستلا سيفه لكنه تعثر فأخذوا منه سيفه، بينما تنفي الروايات السنية حصول هذا الأمر، وأن الصحابة كانوا متآلفين، وذكر سليم بن قيس في كتابه أن عليا -حسب وجهة النظر الشيعية- رُبط بالحبال وتكالب عليه الناس أثناء مقاومته لمهاجمي داره وكاد أن يُقتل لولا أن حال بينه وبينهم زوجته فاطمة. على الرغم من ذلك يصحح رجال الدين الشيعة كذلك روايات مفادها أن علي بن أبي طالب التزم بمبدأ التقية مع أنهم يعدون الصحابة مغتصبين لإرث النبوة، ولم يطالب علي بحقه في القصاص لزوجته طوال فترة حكم الخلفاء الثلاثة مما يعتبره السنة موقف لا يليق بعلي بن أبي طالب كما ينكرون حدوث هذا الأمر من الأصل، بينما يقول الشيعة بأنه التزام بوصية أوصاه بها محمد قبل وفاته -حسب الروايات الشيعية وينكرها السنة- جاء فيها: «يا علي ستغدر بك الأمة من بعدي، فقلت يا رسول الله فما تعهد إلي إذا كان كذلك؟ فقال: إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم وجاهدهم. وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك حتى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنتي أعوانا»،. فاستنصر علي القوم فلم يجبه غير أربعة أو خمسة، لكن علي قال "ولو كنت في أربعين رجلًا لفرقت جماعتكم"، فبايع كارها متبعا الوصية وحقنًا لدمه؛ وفي رواية أخرى أوردها اليعقوبي أن أبا سفيان بن حرب بايع عليا، وذهب خالد بن سعيد إلى علي يبايعه قائلا له: «هلم أبايعك، فو الله ما في الناس أحد أولى بمقام محمد منك» فأقبل عليه أربعون رجلا فبايعوه، واعتزلوا في بيت علي، وبلغ أبا بكر وعمر أن جماعة من المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب، فأتوا في جماعة واقتحموا البيت واشتبك عمر مع علي -حسب الروايات الشيعية التي ينكرها السنة- إلا أن فاطمة زوجة علي هددتهم قائلة: «والله لتخرجن أو لأكشفن شعري ولأعجن إلى الله!» فخرجوا وأقام أتباع علي في بيته أياما لكنهم خرجوا واحدا تلو الآخر يبايعون أبا بكر ولم يبق إلا عليا، فبايع بعدها بستة أشهر. بعدها مكث في بيته حتى جمع القرآن، كما أنه اعتزل العمل السياسي وتفرغ لخدمة أهله وزراعة الحدائق والبساتين وحفر الآبار التي تعرف حاليا بآبار علي. وفي رواية أخرى لنفس القصة أن عليًا رفض طلب أبي سُفيان بن حرب بن أميَّة أن يبسط يده ليُبايعه ولينصره بالرجال والخيل، وكان جوابه له: «لَطَالَمَا عَادَيْتَ الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ يَا أَبَا سُفْيَانَ، فَلَمْ يَضُرَّهُ شَيْئًا إِنَّا وَجَدْنَا أَبَا بَكْرٍ لَهَا أَهْلا».

في عهد أبي بكر
Crystal Clear app kdict.png طالع أيضًا: مظلومية الزهراء
بعد أن شيع أبو بكر جيش أسامة بن زيد جعل كبار الصحابة - ومنهم علي بن أبي طالب - على منافذ المدينة لحمايتها من أي اعتداء، واستشاره أبو بكر قبل أن يحارب المرتدين وأيضا قبل المضي في غزو الروم، و شارك في جنازة أبي بكر. في حين تنكر روايات أخرى مشاركته في حروب الردة أو جنازة أبي بكر. جاء في الكامل أن القضاء في عهد أبي بكر كان لعلي بن أبي طالب.

جدير بالذكر أن علي بن أبي طالب كان في صف زوجته فاطمة في مطالبتها بميراث أبيها، حيث اعتبرا أرض فدك من حق فاطمة كنحلة نحلها إياها محمد في حياته كما جاء في بعض الروايات، بينما انكر أبو بكر ومعه عمر بن الخطاب كونها نحلة، بل اعتبراها ميراثا من محمد وقالا بأن الأنبياء لا يورثون وأن ما تركوه صدقة ويستند أبوا بكر ألى حديث قال أنه سمعه من الرسول: «لا نورث، ما تركنا صدقة». ويقول الشيعة أن فاطمة قد جاهرت بالرد عليه في مسجد النبي بالخطبة المعروفة بالفدكية؛ في حين روى البيهقي أن أبا بكر أتى فاطمة يترضاها، فسألت علي أتحب أن آذن له؟ فقال نعم، فأذنت له، فدخل عليها يترضاها حتى رضيت.

في خلافة أبي بكر، بعد وفاة محمد بحوالي ستة أشهر حسب أغلب الأقوال توفيت زوجته فاطمة، ويروى أنها أوصت بأن يبقى مكان دفنها سرا، فدفنها ليلا في مكان مجهول وصلى عليها وابناه الحسن والحسين، وفي روايات صلى عليها عدد قليل من الصحابة واختلفت الروايات حول هويتهم؛ وفي روايات أخرى يروى أنه دفنها في البقيع وقام كبار الصحابة، ومنهم أبو بكر، بالصلاة عليها.

بعد وفاة أبي بكر تزوج علي بن أبي طالب أرملته أسماء بنت عميس، وكفل ابنها محمد بن أبي بكر، فتربى في بيته، وأصبح من كبار شيعته فيما بعد.

في عهد عمر بن الخطاب
كان علي قاضي عمر على المدينة ويقال في بعض المصادر التاريخية أن عمر لم يكن له قاض، وكان يستشيره عمر في كثير من القضايا والأمور الفقهية والسياسية ويعمل بمشورته، فيروى في تاريخ الطبري أن عليا اقترح على عمر البدء باستخدام التقويم الهجري. كما يروى أنه استشار علي بن أبي طالب في تسلم مدينة بيت المقدس من الروم فأشار عليه بالذهاب بنفسه لاستلامها فأخذ بمشورته وولاه على المدينة في غيابه. وفي العديد من المواقف المعقدة التي احتاجت دراية بالأحكام الفقهية كان علي بن أبي طالب يقدم لعمر الحكم الإسلامي فيها، حتى قال عمر في ذلك: «لولا علي لهلك عمر»، وينسب لعمر كذلك أنه قال «أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن».

تذكر مصادر أخرى مثل الكامل وأسد الغابة أن عمر تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب. وكان عمر قد قام برد العقارات بفدك وخيبر إلى علي والعباس وبني هاشم، وكذلك كان عمر يضع علي بن أبي طالب في المرتبة الثانية في عطايا بيت المال بعد العباس عم محمد. حين كان عمر يحتضر، رشح ستة للخلافة من بعده ممن توفي الرسول محمد وهو راض عنهم، وكان من بينهم علي بن أبي طالب.


يقدم سيرة امير المؤمنين علي بن أبي طالب في إطار قبلي وشخصي وجماعي ومبدئي وإداري ، في دراسة تاريخية مقارنة محايدة ، لما امتاز به من خصائص ومواهب وعبقريات و تعاون جاد مع من سبقه في تولي الخلافة ، في صالح الإسلام والمسلمين ، ويبين السر المحقق من توالي الخلفاء الراشدين بعضهم إثر بعض ، مع بيان جهود عظماء ذريته في قيادة المسلمين وفي نشر الإسلام ، وقيادة الحركات الجهادية في مختلف الأمكنة والزمنة ، مع نقد النظريات الدخيلة على الإسلام وتفنيد نسبتها إلى أهل البيت واستغلالها لغايات مذهبية طائفية سياسية.



للكاتب/المؤلف : أبو الحسن علي الحسني الندوي .
دار النشر : دار القلم للنشر والتوزيع .
سنة النشر : 1989م / 1409هـ .
عدد مرات التحميل : 13156 مرّة / مرات.
تم اضافته في : الإثنين , 21 مارس 2016م.
حجم الكتاب عند التحميل : 4.1 ميجا بايت .

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

المرتضى سيرة أمير المؤمنين سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب من التراجم والأعلام تحميل مباشر :
 

أبو الحسن علي بن أبي طالب الهاشمي القُرشي (13 رجب 23 ق هـ/17 مارس 599م - 21 رمضان 40 هـ/ 27 يناير 661 م) ابن عم الرسول محمد بن عبد الله وصهره، من آل بيته، وأحد أصحابه، هو رابع الخلفاء الراشدين عند السنة وأحد العشرة المبشرين بالجنة وأوّل الأئمّة عند الشيعة.

ولد في مكة وتشير مصادر التاريخ بأن ولادته كانت في جوف الكعبة، وأُمّه فاطمة بنت أسد الهاشميّة. أسلم قبل الهجرة النبويّة، وهو ثاني أو ثالث الناس دخولا في الإسلام، وأوّل من أسلم من الصبيان. هاجر إلى المدينة المنورة بعد هجرة الرسول بثلاثة أيّام وآخاه النبي محمد مع نفسه حين آخى بين المسلمين، وزوجه ابنته فاطمة في السنة الثانية من الهجرة.

شارك علي في كل غزوات الرسول عدا غزوة تبوك حيث خلّفه فيها النبي محمد على المدينة. وعُرف بشدّته وبراعته في القتال فكان عاملًا مهمًا في نصر المسلمين في مختلف المعارك وأبرزها غزوة الخندق ومعركة خيبر. لقد كان علي موضع ثقة الرسول محمد فكان أحد كتاب الوحي وأحد أهم سفرائه ووزرائه.

تعد مكانة علي بن أبي طالب وعلاقته بأصحاب الرسول موضع خلاف تاريخي وعقائدي بين الفرق الإسلامية المختلفة، فيرى بعضهم أن الله اختاره وصيًّا وإمامًا وخليفةً للمسلمين، وأنّ محمدًا قد أعلن ذلك في خطبة الغدير، لذا اعتبروا أنّ اختيار أبي بكر لخلافة المسلمين كان مخالفًا لتعاليم النبي محمد، كما يرون أنّ علاقة بعض الصحابة به كانت متوتّرة. وعلى العكس من ذلك ينكر بعضهم حدوث مثل هذا التنصيب، ويرون أنّ علاقة أصحاب الرسول به كانت جيدة ومستقرّة. ويُعدّ اختلاف الاعتقاد حول علي هو السبب الأصلي للنزاع بين السنة والشيعة على مدى العصور.

بويع بالخلافة سنة 35 هـ (656 م) بالمدينة المنورة، وحكم خمس سنوات وثلاث أشهر وصفت بعدم الاستقرار السياسي، لكنها تميزت بتقدم حضاري ملموس خاصة في عاصمة الخلافة الجديدة الكوفة. وقعت الكثير من المعارك بسبب الفتن التي تعد امتدادا لفتنة مقتل عثمان، مما أدى لتشتت صف المسلمين وانقسامهم لشيعة علي الخليفة الشرعي، وشيعة عثمان المطالبين بدمه على رأسهم معاوية بن أبي سفيان الذي قاتله في صفين، وعائشة بنت أبي بكر ومعها طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام الذين قاتلوه في يوم الجمل بفعل فتنة أحدثها البعض حتى يتحاربوا؛ كما خرج على علي جماعة عرفوا بالخوارج وهزمهم في النهروان، وظهرت جماعات تعاديه وتتبرأ من حكمه وسياسيته سموا بالنواصب ولعل أبرزهم الخوارج. واستشهد على يد عبد الرحمن بن ملجم في رمضان سنة 40 هـ 661 م.

اشتهر علي عند المسلمين بالفصاحة والحكمة، فينسب له الكثير من الأشعار والأقوال المأثورة. كما يُعدّ رمزًا للشجاعة والقوّة ويتّصف بالعدل والزُهد حسب الروايات الواردة في كتب الحديث والتاريخ. كما يُعتبر من أكبر علماء عصره علمًا وفقهًا إنْ لم يكن أكبرهم على الإطلاق كما يعتقد الشيعة وبعض السنة، بما فيه عدد من الفرق الصوفيّة.

بعد وفاة النبي محمد قام علي بتغسيل وتجهيز جثمانه للدفن، وفي هذه الأثناء اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ورشحوا سعد بن عبادة ليكون خليفة للمسلمين، وحين سمع أبو بكر وعمر بهذا توجها إلى السقيفة وأكدوا على أحقية المهاجرين بالخلافة كما تقول المصادر السنية ودار جدال بينهم، في النهاية تم اختيار أبي بكر ليكون خليفة النبي، بعدها توجهوا لبيت علي لأخذ البيعة منه.

يروي بعض المؤرخين أن عليًا كان مقتنعًا بأحقيته في الخلافة، واعتقد أن المسلمين سيختاروه في السقيفة، فقال حين وصله نبأ ترشيح الأنصار لسعد بن عبادة: «لو كانت الامامة فيهم، لم تكن الوصيّة بهم» ثم قال: «فماذا قالت قريش؟» قالوا: «احتجّت بأنّها شجرة الرسول»، فقال: «احتجّوا بالشجرة وأضاعوا الثمرّة»، فاجتمع علي وبعض الصحابة المحتجين على خلافة أبي بكر في بيت علي ومنهم طلحة بن عبيد الله، الزبير بن العوام وأمه صفية عمة النبي، ولكن السنة يصححون رواية تقول أنه تقبل الأمر ورضي بخلافة أبي بكر، كما وافقهم في هذا بعض الفقهاء الشيعة أمثال محمد حسين كاشف الغطاء في كتاب أصل الشيعة وأصولها حيث قال أن علي قد بايع وسالم. وتؤكد بعض المصادر أن علي بن أبي طالب احتفظ بدور كبير خلال عهود الخلفاء الثلاثة الذين سبقوه، وكانوا يستشيروه في الكثير من الأمور.

بينما يؤكد أغلب الشيعة وبعض الباحثين المعاصرين روايات تقول أنه بايع كارها وتنفي بعضها مبايعته لأبي بكر. كما يعتبر علماء الشيعة الكثير من الصحابة مرتدين وخارجين عن الإسلام لرفضهم إمامة علي وتخاذلهم عن نصرته باستثناء القليل منهم لا يعرف عددهم تحديدا فيقال ثلاثة أو أربعة منهم، وفي روايات أخرى سبعة، ويصل عددهم في بعض الروايات إلى سبعمائة  كما تضاربت الروايات حول هويتهم فيذكر منهم الزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، والعباس بن عبد المطلب، والفضل بن العباس، وخالد بن سعيد بن العاص، والمقداد بن عمرو، وسلمان الفارسي، وعمار بن ياسر، وأبو ذر الغفاري، والبراء بن عازب، وأبي بن كعب، وهناك روايات في كتب الشيعة تقول أن بني هاشم لم يبايعوا أبا بكر. تقول الروايات الشيعية أن منزل علي تعرض للاقتحام أكثر من مرة وتعرضت زوجته للضرب وكسر ضلعها وإجهاض جنينها المحسن حين عصرها عمر بن الخطاب، وفي بعض الروايات قنفذ مولى عمر- بين باب منزلها والحائط، وهدد عمر بن الخطاب -حسب الروايات الشيعية- بحرق البيت فخرج إليه الزبير بن العوام مستلا سيفه لكنه تعثر فأخذوا منه سيفه، بينما تنفي الروايات السنية حصول هذا الأمر، وأن الصحابة كانوا متآلفين، وذكر سليم بن قيس في كتابه أن عليا -حسب وجهة النظر الشيعية- رُبط بالحبال وتكالب عليه الناس أثناء مقاومته لمهاجمي داره وكاد أن يُقتل لولا أن حال بينه وبينهم زوجته فاطمة. على الرغم من ذلك يصحح رجال الدين الشيعة كذلك روايات مفادها أن علي بن أبي طالب التزم بمبدأ التقية مع أنهم يعدون الصحابة مغتصبين لإرث النبوة، ولم يطالب علي بحقه في القصاص لزوجته طوال فترة حكم الخلفاء الثلاثة مما يعتبره السنة موقف لا يليق بعلي بن أبي طالب كما ينكرون حدوث هذا الأمر من الأصل، بينما يقول الشيعة بأنه التزام بوصية أوصاه بها محمد قبل وفاته -حسب الروايات الشيعية وينكرها السنة- جاء فيها: «يا علي ستغدر بك الأمة من بعدي، فقلت يا رسول الله فما تعهد إلي إذا كان كذلك؟ فقال: إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم وجاهدهم. وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك حتى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنتي أعوانا»،. فاستنصر علي القوم فلم يجبه غير أربعة أو خمسة، لكن علي قال "ولو كنت في أربعين رجلًا لفرقت جماعتكم"، فبايع كارها متبعا الوصية وحقنًا لدمه؛ وفي رواية أخرى أوردها اليعقوبي أن أبا سفيان بن حرب بايع عليا، وذهب خالد بن سعيد إلى علي يبايعه قائلا له: «هلم أبايعك، فو الله ما في الناس أحد أولى بمقام محمد منك» فأقبل عليه أربعون رجلا فبايعوه، واعتزلوا في بيت علي، وبلغ أبا بكر وعمر أن جماعة من المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب، فأتوا في جماعة واقتحموا البيت واشتبك عمر مع علي -حسب الروايات الشيعية التي ينكرها السنة- إلا أن فاطمة زوجة علي هددتهم قائلة: «والله لتخرجن أو لأكشفن شعري ولأعجن إلى الله!» فخرجوا وأقام أتباع علي في بيته أياما لكنهم خرجوا واحدا تلو الآخر يبايعون أبا بكر ولم يبق إلا عليا، فبايع بعدها بستة أشهر. بعدها مكث في بيته حتى جمع القرآن، كما أنه اعتزل العمل السياسي وتفرغ لخدمة أهله وزراعة الحدائق والبساتين وحفر الآبار التي تعرف حاليا بآبار علي. وفي رواية أخرى لنفس القصة أن عليًا رفض طلب أبي سُفيان بن حرب بن أميَّة أن يبسط يده ليُبايعه ولينصره بالرجال والخيل، وكان جوابه له: «لَطَالَمَا عَادَيْتَ الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ يَا أَبَا سُفْيَانَ، فَلَمْ يَضُرَّهُ شَيْئًا إِنَّا وَجَدْنَا أَبَا بَكْرٍ لَهَا أَهْلا».

في عهد أبي بكر
Crystal Clear app kdict.png طالع أيضًا: مظلومية الزهراء
بعد أن شيع أبو بكر جيش أسامة بن زيد جعل كبار الصحابة - ومنهم علي بن أبي طالب - على منافذ المدينة لحمايتها من أي اعتداء، واستشاره أبو بكر قبل أن يحارب المرتدين وأيضا قبل المضي في غزو الروم، و شارك في جنازة أبي بكر. في حين تنكر روايات أخرى مشاركته في حروب الردة أو جنازة أبي بكر. جاء في الكامل أن القضاء في عهد أبي بكر كان لعلي بن أبي طالب.

جدير بالذكر أن علي بن أبي طالب كان في صف زوجته فاطمة في مطالبتها بميراث أبيها، حيث اعتبرا أرض فدك من حق فاطمة كنحلة نحلها إياها محمد في حياته كما جاء في بعض الروايات، بينما انكر أبو بكر ومعه عمر بن الخطاب كونها نحلة، بل اعتبراها ميراثا من محمد وقالا بأن الأنبياء لا يورثون وأن ما تركوه صدقة ويستند أبوا بكر ألى حديث قال أنه سمعه من الرسول: «لا نورث، ما تركنا صدقة». ويقول الشيعة أن فاطمة قد جاهرت بالرد عليه في مسجد النبي بالخطبة المعروفة بالفدكية؛ في حين روى البيهقي أن أبا بكر أتى فاطمة يترضاها، فسألت علي أتحب أن آذن له؟ فقال نعم، فأذنت له، فدخل عليها يترضاها حتى رضيت.

في خلافة أبي بكر، بعد وفاة محمد بحوالي ستة أشهر حسب أغلب الأقوال توفيت زوجته فاطمة، ويروى أنها أوصت بأن يبقى مكان دفنها سرا، فدفنها ليلا في مكان مجهول وصلى عليها وابناه الحسن والحسين، وفي روايات صلى عليها عدد قليل من الصحابة واختلفت الروايات حول هويتهم؛ وفي روايات أخرى يروى أنه دفنها في البقيع وقام كبار الصحابة، ومنهم أبو بكر، بالصلاة عليها.

بعد وفاة أبي بكر تزوج علي بن أبي طالب أرملته أسماء بنت عميس، وكفل ابنها محمد بن أبي بكر، فتربى في بيته، وأصبح من كبار شيعته فيما بعد.

في عهد عمر بن الخطاب
كان علي قاضي عمر على المدينة ويقال في بعض المصادر التاريخية أن عمر لم يكن له قاض، وكان يستشيره عمر في كثير من القضايا والأمور الفقهية والسياسية ويعمل بمشورته، فيروى في تاريخ الطبري أن عليا اقترح على عمر البدء باستخدام التقويم الهجري. كما يروى أنه استشار علي بن أبي طالب في تسلم مدينة بيت المقدس من الروم فأشار عليه بالذهاب بنفسه لاستلامها فأخذ بمشورته وولاه على المدينة في غيابه. وفي العديد من المواقف المعقدة التي احتاجت دراية بالأحكام الفقهية كان علي بن أبي طالب يقدم لعمر الحكم الإسلامي فيها، حتى قال عمر في ذلك: «لولا علي لهلك عمر»، وينسب لعمر كذلك أنه قال «أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن».

تذكر مصادر أخرى مثل الكامل وأسد الغابة أن عمر تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب. وكان عمر قد قام برد العقارات بفدك وخيبر إلى علي والعباس وبني هاشم، وكذلك كان عمر يضع علي بن أبي طالب في المرتبة الثانية في عطايا بيت المال بعد العباس عم محمد. حين كان عمر يحتضر، رشح ستة للخلافة من بعده ممن توفي الرسول محمد وهو راض عنهم، وكان من بينهم علي بن أبي طالب.


يقدم سيرة امير المؤمنين علي بن أبي طالب في إطار قبلي وشخصي وجماعي ومبدئي وإداري ، في دراسة تاريخية مقارنة محايدة ، لما امتاز به من خصائص ومواهب وعبقريات و تعاون جاد مع من سبقه في تولي الخلافة ، في صالح الإسلام والمسلمين ، ويبين السر المحقق من توالي الخلفاء الراشدين بعضهم إثر بعض ، مع بيان جهود عظماء ذريته في قيادة المسلمين وفي نشر الإسلام ، وقيادة الحركات الجهادية في مختلف الأمكنة والزمنة ، مع نقد النظريات الدخيلة على الإسلام وتفنيد نسبتها إلى أهل البيت واستغلالها لغايات مذهبية طائفية سياسية. 


 

المرتضى سيرة أمير المؤمنين سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب من التراجم والأعلام 

 المرتضى سيرة أمير المؤمنين سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب
 المؤلف: أبو الحسن علي الحسني الندوي
 الناشر: دار القلم - الكويت
 سنة النشر: 1409 - 1989

نبذة عن الكتاب :

يقدم سيرة امير المؤمنين علي بن أبي طالب في إطار قبلي وشخصي وجماعي ومبدئي وإداري ، في دراسة تاريخية مقارنة محايدة ، لما امتاز به من خصائص ومواهب وعبقريات و تعاون جاد مع من سبقه في تولي الخلافة ، في صالح الإسلام والمسلمين ، ويبين السر المحقق من توالي الخلفاء الراشدين بعضهم إثر بعض ، مع بيان جهود عظماء ذريته في قيادة المسلمين وفي نشر الإسلام ، وقيادة الحركات الجهادية في مختلف الأمكنة والزمنة ، مع نقد النظريات الدخيلة على الإسلام وتفنيد نسبتها إلى أهل البيت واستغلالها لغايات مذهبية طائفية سياسية. 


 



نوع الكتاب : pdf.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل المرتضى سيرة أمير المؤمنين سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب
أبو الحسن علي الحسني الندوي
أبو الحسن علي الحسني الندوي
Abu Al Hassan Ali Al Hassani Al Nadawi
أبو الحسن الندوي هو مفكر إسلامي وداعية هندي ولد بقرية تكية، مديرية رائي بريلي، الهند عام 1333هـ/1914م وتوفي في 31 ديسمبر 1999 الموافق 23 رمضان 1420هـ. ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ قصص النبيين للأطفال ❝ ❞ قصص من التاريخ الإسلامي للأطفال ❝ ❞ سيرة خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم ❝ ❞ رجال الفكر والدعوة في الإسلام ❝ ❞ حسن البنا - مذكرات الدعوة والداعية ❝ ❞ القراءة الراشدة لتعليم اللغة العربية فى المدارس الإسلامية ❝ ❞ القراءة الراشدة لتعليم اللغة العربية والثقافة الإسلامية ❝ ❞ مختارات من أدب العرب قسم النثر ❝ ❞ مذكرات سائح في الشرق العربي ❝ الناشرين : ❞ دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر - لبنان ❝ ❞ دار القلم للنشر والتوزيع ❝ ❞ مؤسسة الرسالة ❝ ❞ دار الفكر للطباعة والنشر بسوريا ❝ ❞ دار الكتاب العربي ❝ ❞ دار الهلال ❝ ❞ دار ابن كثير ❝ ❞ دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة ❝ ❞ دار الهدي للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الصحوة للنشر ❝ ❞ مكتبة الإيمان ❝ ❞ دار الفتح ❝ ❞ رابطة العالم الإسلامي ❝ ❞ المختار الاسلامي للطباعة والنشر ❝ ❞ دار الإرشاد ❝ ❞ دار المجتمع للنشر والتوزيع - جدة ❝ ❞ دار الندوة للطباعة والنشر والتوزيع ❝ ❞ المجمع الأسلامي العلمي ❝ ❞ الدار السعودية للنشر ❝ ❞ الأكاديمية الإسلامية ❝ ❞ إحياء التراث الإسلامي-قطر- ❝ ❞ مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق ❝ ❞ دار عرفات ❝ ❞ مكتبة السداوي للنشر والتويع ❝ ❞ دار افاق الغد ❝ ❱.



كتب اخرى في التراجم والأعلام

عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الراشدي العظيم والإمام العادل الرحيم PDF

قراءة و تحميل كتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الراشدي العظيم والإمام العادل الرحيم PDF مجانا

عثمان بن عفان رضي الله عنه الحيي السخي ذو النورين PDF

قراءة و تحميل كتاب عثمان بن عفان رضي الله عنه الحيي السخي ذو النورين PDF مجانا

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان PDF

قراءة و تحميل كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان PDF مجانا

رجال الفكر والدعوة في الإسلام PDF

قراءة و تحميل كتاب رجال الفكر والدعوة في الإسلام PDF مجانا

الداعية الكبير الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي ودعوته إلى الله PDF

قراءة و تحميل كتاب الداعية الكبير الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي ودعوته إلى الله PDF مجانا

شخصيات وكتب PDF

قراءة و تحميل كتاب شخصيات وكتب PDF مجانا

من أعلام (المسلمين ومشاهيرهم) PDF

قراءة و تحميل كتاب من أعلام (المسلمين ومشاهيرهم) PDF مجانا

العلامة أبو الحسن الندوي رائد الأدب الإسلامي PDF

قراءة و تحميل كتاب العلامة أبو الحسن الندوي رائد الأدب الإسلامي PDF مجانا

المزيد من كتب علوم القرآن في مكتبة كتب علوم القرآن , المزيد من كتب إسلامية متنوعة في مكتبة كتب إسلامية متنوعة , المزيد من إسلامية متنوعة في مكتبة إسلامية متنوعة , المزيد من كتب الفقه العام في مكتبة كتب الفقه العام , المزيد من كتب التوحيد والعقيدة في مكتبة كتب التوحيد والعقيدة , المزيد من مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف في مكتبة مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف , المزيد من كتب أصول الفقه وقواعده في مكتبة كتب أصول الفقه وقواعده , المزيد من التراجم والأعلام في مكتبة التراجم والأعلام , المزيد من السنة النبوية الشريفة في مكتبة السنة النبوية الشريفة
عرض كل كتب إسلامية ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..