كتاب الإمام الجويني إمام الحرمينكتب إسلامية

كتاب الإمام الجويني إمام الحرمين

إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجُوَيْني الشافعي الأشعري (419-478هـ / 1028-1085م)، فقيه وأصولي ومتكلم شافعي. ولد في جوين (من نواحي نيسابور) ورحل إلى بغداد، فمكة حيث جاور أربع سنين، وذهب إلى المدينة المنورة فأفتى ودرس، جامعاً طرق المذاهب، ثم عاد إلى نيسابور، فبنى له الوزير نظام الملك المدرسة النظامية فيها، وكان يحضر دروسَه أكابرُ العلماء. توفي بنيسابور. قال علي الباخرزي في "الدمية" يصفه: .الفقه فقه الشافعيّ، والأدب أدب الأصمعي، وفي الوعظ الحسن البصري ذكر الدكتور محمد الزحيلي في كتابه "الجويني" في: فصل إمام الحرمين وعلم الكلام ما نصه: كان الدافع لدراسة أصول الدين أولا، وتأكيده بدراسة الفلسفات المتنوعة، هو الحرص على الإسلام والدعوة إليه، ورد شبهات الأعداء عنه، وتفنيد حجج الطاعنين به من الكفار والمشركين خارج الدعوة الإسلامية، والملحدين الذين انضووا تحت لواء المسلمين، وتستروا بالباطنية وغيرها من الفرق الضالة، للدس على الإسلام، والتشكيك فيه، وإثارة الشبه بين المسلمين...، فصار دراسة أصول الدين وعلم الكلام وتدريسه والتأليف فيه السبيل القويم أمام المسلمين، فانكب العلماء على دراسته وتدريسه والتصنيف فيه، وهو ما سلكه إمام الحرمين الجويني. وانخرط إمام الحرمين في مدرسة الأشاعرة، وصار في كتبه وتدريسه على طريقة الأشعرية في علم الكلام، وصار من أنصار مذهب الأشعري، الذي عمل على دراسته وتدريسه ونصرته والدعوة إليه، حتى صار إمام الحرمين شيخ الأشعرية، وإمام المتكلمين في عصره. ولم يكن إمام الحرمين مجرد ناقل لآراء المذهب الأشعري، بل يتمتع بشخصية مستقلة، واجتهادات كثيرة، وكان يحلل الآراء، وينقدها، ليقبل ما يراه حقا، ويرفض ما يراه باطلا، مما يعتبر تجديدا في المذهب لا تقليد فيه. ويوضح ذلك أشهر كتب الإمام وهو "الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد" الذي خصه الإمام لبحث أهم مسائل أصول الدين، بحثا متوسطا لاتطويل فيه يمل ولا إيجاز يخل بأهمية هذه الأبحاث، وقد بين البواعث التي دفعته إلى تصنيفه وتتلخص في رأيه بأن أصول الاعتقاد تحتاج إلى حجج وبراهين عقلية تثبتها. وبدأ إمام الحرمين كتابه في مسائل الكلام بإثبات حدوث العالم للتدرج بالقارئ إلى وجود المحدث، وهو الله تعالى، مع شرح المصطلحات الكلامية، ثم انتقل إلى الكلام عن الله تعالى وصفاته، مبتدئا بالصفات الواجبة لله تعالى كالقدم ومخالفته للحوادث، بأنه ليس جسما، وهنا يرد على دعاة التجسيم والتشبيه، ثم يرد على النصارى. وينتقل إلى باب العلم بالوحدانية واثبات الصفات المعنوية الواجبة لله تعالى، وأنه حي، مريد، عالم، قادر، سميع، بصير، متكلم، ويفصل الحديث عن مسألة كلام النفس، وعن كلام الله تعالى في القرآن، وتعرض للرد على الجهمية، وناقش أقوال المعتزلة وبين حقيقة الكلام ومعناه... ثم تناول بقية مسائل العقيدة والإيمان فبدأ بإثبات النبوات وتأييدها بالمعجزات، وخصص القول في إثبات نبوة محمد، ثم عاد للكلام عن أحكام الأنبياء عامة وعصمتهم. وختم الكتاب بالحديث عن الإعادة بعد الموت، وجمل من أحكام الآخرة، وفصل في الجنة والنار، والصراط والميزان والحوض، والثواب والعقاب، والشفاعة ومعنى الإيمان وزيادته ونقصانه... ليختم بالقول في الإمامة التي يذكرها أكثر العلماء في أصول الدين، مبينا أن: "الكلام في هذا الباب ليس من أصول الاعتقاد"، وأن الإمامة تتم بالاختيار ولم يرد نص في تعينها لأحد، إلا إذا توفرت فيه الشروط والبيعة، مقررا إثبات إمامة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ومحذرا من الطعن في الصحابة والافتراء عليهم. تلاميذه تفقه بإمام الحرمين عددٌ كبير من العلماء، يقال إنهم كانوا عند وفاته نحو أربعمائة تلميذ، منهم: حجة الإسلام أبو حامد الغزالي. إلكيا الهراسي. علي الباخرزي. عبد الغافر الفارسي. أبو نصر عبد الرحيم بن الإمام عبد الكريم القشيري. ثناء العلماء عليه قال الحافظ أبو محمد الجرجاني: "هو إمام عصره، ونسيج وحده، ونادرة دهره، عديم المثل في حفظه، وبيانه ولسانه". وقال تلميذه عبد الغافر الفارسي: "إمام الحرمين، فخر الإسلام، إمام الأئمة على الإطلاق، حبر الشريعة، المجمع على إمامته شرقا وغربا، المقر بفضله السراة والحداة، عجما وعربا، لم تر العيون مثله قبله، ولا ترى بعده، رباه حجر الإمامة وحرك ساعده السعادة مهده، وأرضعه ثدي العلم والورع، إلى أن ترعرع فيه وينع، أخذ من العربية وما يتعلق بها أوفر حظ ونصيب، فزاد فيها على كل أديب، ورزق من التوسع في العبارة وعلوها ما لم يعهده من غيره..". وقال الإمام الإسنوي: "إمام الأئمة في زمانه وأعجوبة دهره وأوانه". قال أبو إسحق الشيرازي: تمتعوا بهذا الإمام فإنه نزهة هذا المكان (يعني إمام الحرمين). قال له مرَّة: يا مفيد أهل المشرق والمغرب، لقد استفاد من علمك الأولون والآخرون. قال أبو عثمان الصابوني : صرف الله المكاره عن هذا الإمام، فهو اليوم قرة عين الإسلام. قال أبو سعيد الصبري: هو إمام خراسان والعراق لفضله وتقدمه في أنواع العلوم. قال الفقيه الإمام غانم الموسيلي في الجويني: دعوا لبس المعالي فهو ثوب على مقدار قدّ أبي المعالي نقل من خط ابن الصلاح: أنشد بعض من رأى إمام الحرمين: لم تر عيني تحت أديم الفُلك مثل إمام الحرمين الثبت عبد الملك مؤلفاته كتاب لمع الأدلة في قواعد عقائد أهل السنة والجماعة للجويني، اعتنى به: نزار حمادي. صنف كتبا كثيرة في الفقه والأصول وعلم الكلام والسياسة الشرعية والجدال، منها: في الفقه: نهاية المطلب في دراية المذهب، وهو كتاب كبير في أكثر من عشرين جزءا. مختصر النهاية. مختصر التقريب. الرسالة النظامية في الأركان الإسلامية. وفي أصول الفقه: البرهان. الورقات. الغنية. التحفة. التلخيص. وفي الجدال: العمد. الدرة المضية فيما وقع من الخلاف بين الشافعية والحنفية. الكافية في الجدل. الأساليب في الخلاف. وفي علم الكلام: الشامل في أصول الدين. الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد. لمع الأدلة في قواعد عقائد أهل السنة والجماعة. العقيدة النظامية في الأركان الإسلامية. شفاء العليل في بيان ما وقع في التوراة والإنجيل من التبديل. قصيدة على غرار قصيدة ابن سينا في النفس. وفي السياسة الشرعية: غياث الأمم في التياث الظلم. وفاته أصيب الجويني بعلة شديدة، فلما أحس بوطأة المرض عليه انتقل إلى "بشتنقان" للاستشفاء بجوها المعتدل، ولكن اشتد عليه المرض فمات بها، وذلك في مساء الأربعاء 25 ربيع الآخر 478 هـ الموافق 20 أغسطس 1085 م عن عمر بلغ تسعا وخمسين عاماً.
محمد الزحيلي - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ العز بن عبد السلام سلطان العلماء وبائع الملوك الداعية المصلح القاضي الفقيه الأصولي المفسر ❝ ❞ وظيفة الدين في الحياة وحاجة الناس إليه ❝ ❞ القاضي البيضاوي المفسر الأصولي المتكلم الفقيه المؤرخ الأديب صاحب التصانيف المشهورة ❝ ❞ الإمام الجويني إمام الحرمين ❝ ❞ الإمام الطبري شيخ المفسرين وعمدة المؤرخين ومقدم الفقهاء المحدثين صاحب المذهب الجريري ❝ الناشرين : ❞ دار القلم للنشر والتوزيع ❝ ❞ جمعية الدعوة الإسلامية العالمية ❝ ❱
من التراجم والأعلام - مكتبة كتب إسلامية.

وصف الكتاب : إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجُوَيْني الشافعي الأشعري (419-478هـ / 1028-1085م)، فقيه وأصولي ومتكلم شافعي. ولد في جوين (من نواحي نيسابور) ورحل إلى بغداد، فمكة حيث جاور أربع سنين، وذهب إلى المدينة المنورة فأفتى ودرس، جامعاً طرق المذاهب، ثم عاد إلى نيسابور، فبنى له الوزير نظام الملك المدرسة النظامية فيها، وكان يحضر دروسَه أكابرُ العلماء. توفي بنيسابور. قال علي الباخرزي في "الدمية" يصفه:
.الفقه فقه الشافعيّ، والأدب أدب الأصمعي، وفي الوعظ الحسن البصري


ذكر الدكتور محمد الزحيلي في كتابه "الجويني" في: فصل إمام الحرمين وعلم الكلام ما نصه: كان الدافع لدراسة أصول الدين أولا، وتأكيده بدراسة الفلسفات المتنوعة، هو الحرص على الإسلام والدعوة إليه، ورد شبهات الأعداء عنه، وتفنيد حجج الطاعنين به من الكفار والمشركين خارج الدعوة الإسلامية، والملحدين الذين انضووا تحت لواء المسلمين، وتستروا بالباطنية وغيرها من الفرق الضالة، للدس على الإسلام، والتشكيك فيه، وإثارة الشبه بين المسلمين...، فصار دراسة أصول الدين وعلم الكلام وتدريسه والتأليف فيه السبيل القويم أمام المسلمين، فانكب العلماء على دراسته وتدريسه والتصنيف فيه، وهو ما سلكه إمام الحرمين الجويني. وانخرط إمام الحرمين في مدرسة الأشاعرة، وصار في كتبه وتدريسه على طريقة الأشعرية في علم الكلام، وصار من أنصار مذهب الأشعري، الذي عمل على دراسته وتدريسه ونصرته والدعوة إليه، حتى صار إمام الحرمين شيخ الأشعرية، وإمام المتكلمين في عصره.

ولم يكن إمام الحرمين مجرد ناقل لآراء المذهب الأشعري، بل يتمتع بشخصية مستقلة، واجتهادات كثيرة، وكان يحلل الآراء، وينقدها، ليقبل ما يراه حقا، ويرفض ما يراه باطلا، مما يعتبر تجديدا في المذهب لا تقليد فيه.

ويوضح ذلك أشهر كتب الإمام وهو "الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد" الذي خصه الإمام لبحث أهم مسائل أصول الدين، بحثا متوسطا لاتطويل فيه يمل ولا إيجاز يخل بأهمية هذه الأبحاث، وقد بين البواعث التي دفعته إلى تصنيفه وتتلخص في رأيه بأن أصول الاعتقاد تحتاج إلى حجج وبراهين عقلية تثبتها.

وبدأ إمام الحرمين كتابه في مسائل الكلام بإثبات حدوث العالم للتدرج بالقارئ إلى وجود المحدث، وهو الله تعالى، مع شرح المصطلحات الكلامية، ثم انتقل إلى الكلام عن الله تعالى وصفاته، مبتدئا بالصفات الواجبة لله تعالى كالقدم ومخالفته للحوادث، بأنه ليس جسما، وهنا يرد على دعاة التجسيم والتشبيه، ثم يرد على النصارى.

وينتقل إلى باب العلم بالوحدانية واثبات الصفات المعنوية الواجبة لله تعالى، وأنه حي، مريد، عالم، قادر، سميع، بصير، متكلم، ويفصل الحديث عن مسألة كلام النفس، وعن كلام الله تعالى في القرآن، وتعرض للرد على الجهمية، وناقش أقوال المعتزلة وبين حقيقة الكلام ومعناه... ثم تناول بقية مسائل العقيدة والإيمان فبدأ بإثبات النبوات وتأييدها بالمعجزات، وخصص القول في إثبات نبوة محمد، ثم عاد للكلام عن أحكام الأنبياء عامة وعصمتهم.

وختم الكتاب بالحديث عن الإعادة بعد الموت، وجمل من أحكام الآخرة، وفصل في الجنة والنار، والصراط والميزان والحوض، والثواب والعقاب، والشفاعة ومعنى الإيمان وزيادته ونقصانه... ليختم بالقول في الإمامة التي يذكرها أكثر العلماء في أصول الدين، مبينا أن: "الكلام في هذا الباب ليس من أصول الاعتقاد"، وأن الإمامة تتم بالاختيار ولم يرد نص في تعينها لأحد، إلا إذا توفرت فيه الشروط والبيعة، مقررا إثبات إمامة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ومحذرا من الطعن في الصحابة والافتراء عليهم.

تلاميذه
تفقه بإمام الحرمين عددٌ كبير من العلماء، يقال إنهم كانوا عند وفاته نحو أربعمائة تلميذ، منهم:

حجة الإسلام أبو حامد الغزالي.
إلكيا الهراسي.
علي الباخرزي.
عبد الغافر الفارسي.
أبو نصر عبد الرحيم بن الإمام عبد الكريم القشيري.
ثناء العلماء عليه
قال الحافظ أبو محمد الجرجاني: "هو إمام عصره، ونسيج وحده، ونادرة دهره، عديم المثل في حفظه، وبيانه ولسانه".
وقال تلميذه عبد الغافر الفارسي: "إمام الحرمين، فخر الإسلام، إمام الأئمة على الإطلاق، حبر الشريعة، المجمع على إمامته شرقا وغربا، المقر بفضله السراة والحداة، عجما وعربا، لم تر العيون مثله قبله، ولا ترى بعده، رباه حجر الإمامة وحرك ساعده السعادة مهده، وأرضعه ثدي العلم والورع، إلى أن ترعرع فيه وينع، أخذ من العربية وما يتعلق بها أوفر حظ ونصيب، فزاد فيها على كل أديب، ورزق من التوسع في العبارة وعلوها ما لم يعهده من غيره..".
وقال الإمام الإسنوي: "إمام الأئمة في زمانه وأعجوبة دهره وأوانه".
قال أبو إسحق الشيرازي: تمتعوا بهذا الإمام فإنه نزهة هذا المكان (يعني إمام الحرمين).
قال له مرَّة: يا مفيد أهل المشرق والمغرب، لقد استفاد من علمك الأولون والآخرون.
قال أبو عثمان الصابوني : صرف الله المكاره عن هذا الإمام، فهو اليوم قرة عين الإسلام.
قال أبو سعيد الصبري: هو إمام خراسان والعراق لفضله وتقدمه في أنواع العلوم.
قال الفقيه الإمام غانم الموسيلي في الجويني:
دعوا لبس المعالي فهو ثوب على مقدار قدّ أبي المعالي
نقل من خط ابن الصلاح: أنشد بعض من رأى إمام الحرمين:
لم تر عيني تحت أديم الفُلك مثل إمام الحرمين الثبت عبد الملك

مؤلفاته

كتاب لمع الأدلة في قواعد عقائد أهل السنة والجماعة للجويني، اعتنى به: نزار حمادي.
صنف كتبا كثيرة في الفقه والأصول وعلم الكلام والسياسة الشرعية والجدال، منها:

في الفقه:

نهاية المطلب في دراية المذهب، وهو كتاب كبير في أكثر من عشرين جزءا.
مختصر النهاية.
مختصر التقريب.
الرسالة النظامية في الأركان الإسلامية.
وفي أصول الفقه:

البرهان.
الورقات.
الغنية.
التحفة.
التلخيص.
وفي الجدال:

العمد.
الدرة المضية فيما وقع من الخلاف بين الشافعية والحنفية.
الكافية في الجدل.
الأساليب في الخلاف.
وفي علم الكلام:

الشامل في أصول الدين.
الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد.
لمع الأدلة في قواعد عقائد أهل السنة والجماعة.
العقيدة النظامية في الأركان الإسلامية.
شفاء العليل في بيان ما وقع في التوراة والإنجيل من التبديل.
قصيدة على غرار قصيدة ابن سينا في النفس.
وفي السياسة الشرعية:

غياث الأمم في التياث الظلم.

وفاته
أصيب الجويني بعلة شديدة، فلما أحس بوطأة المرض عليه انتقل إلى "بشتنقان" للاستشفاء بجوها المعتدل، ولكن اشتد عليه المرض فمات بها، وذلك في مساء الأربعاء 25 ربيع الآخر 478 هـ الموافق 20 أغسطس 1085 م عن عمر بلغ تسعا وخمسين عاماً.

للكاتب/المؤلف : محمد الزحيلي .
دار النشر : دار القلم للنشر والتوزيع .
سنة النشر : 1992م / 1412هـ .
عدد مرات التحميل : 7964 مرّة / مرات.
تم اضافته في : الثلاثاء , 12 مارس 2019م.
حجم الكتاب عند التحميل : 4.2 ميجا بايت .

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجُوَيْني الشافعي الأشعري (419-478هـ / 1028-1085م)، فقيه وأصولي ومتكلم شافعي. ولد في جوين (من نواحي نيسابور) ورحل إلى بغداد، فمكة حيث جاور أربع سنين، وذهب إلى المدينة المنورة فأفتى ودرس، جامعاً طرق المذاهب، ثم عاد إلى نيسابور، فبنى له الوزير نظام الملك المدرسة النظامية فيها، وكان يحضر دروسَه أكابرُ العلماء. توفي بنيسابور. قال علي الباخرزي في "الدمية" يصفه:
.الفقه فقه الشافعيّ، والأدب أدب الأصمعي، وفي الوعظ الحسن البصري


ذكر الدكتور محمد الزحيلي في كتابه "الجويني" في: فصل إمام الحرمين وعلم الكلام ما نصه: كان الدافع لدراسة أصول الدين أولا، وتأكيده بدراسة الفلسفات المتنوعة، هو الحرص على الإسلام والدعوة إليه، ورد شبهات الأعداء عنه، وتفنيد حجج الطاعنين به من الكفار والمشركين خارج الدعوة الإسلامية، والملحدين الذين انضووا تحت لواء المسلمين، وتستروا بالباطنية وغيرها من الفرق الضالة، للدس على الإسلام، والتشكيك فيه، وإثارة الشبه بين المسلمين...، فصار دراسة أصول الدين وعلم الكلام وتدريسه والتأليف فيه السبيل القويم أمام المسلمين، فانكب العلماء على دراسته وتدريسه والتصنيف فيه، وهو ما سلكه إمام الحرمين الجويني. وانخرط إمام الحرمين في مدرسة الأشاعرة، وصار في كتبه وتدريسه على طريقة الأشعرية في علم الكلام، وصار من أنصار مذهب الأشعري، الذي عمل على دراسته وتدريسه ونصرته والدعوة إليه، حتى صار إمام الحرمين شيخ الأشعرية، وإمام المتكلمين في عصره.

ولم يكن إمام الحرمين مجرد ناقل لآراء المذهب الأشعري، بل يتمتع بشخصية مستقلة، واجتهادات كثيرة، وكان يحلل الآراء، وينقدها، ليقبل ما يراه حقا، ويرفض ما يراه باطلا، مما يعتبر تجديدا في المذهب لا تقليد فيه.

ويوضح ذلك أشهر كتب الإمام وهو "الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد" الذي خصه الإمام لبحث أهم مسائل أصول الدين، بحثا متوسطا لاتطويل فيه يمل ولا إيجاز يخل بأهمية هذه الأبحاث، وقد بين البواعث التي دفعته إلى تصنيفه وتتلخص في رأيه بأن أصول الاعتقاد تحتاج إلى حجج وبراهين عقلية تثبتها.

وبدأ إمام الحرمين كتابه في مسائل الكلام بإثبات حدوث العالم للتدرج بالقارئ إلى وجود المحدث، وهو الله تعالى، مع شرح المصطلحات الكلامية، ثم انتقل إلى الكلام عن الله تعالى وصفاته، مبتدئا بالصفات الواجبة لله تعالى كالقدم ومخالفته للحوادث، بأنه ليس جسما، وهنا يرد على دعاة التجسيم والتشبيه، ثم يرد على النصارى.

وينتقل إلى باب العلم بالوحدانية واثبات الصفات المعنوية الواجبة لله تعالى، وأنه حي، مريد، عالم، قادر، سميع، بصير، متكلم، ويفصل الحديث عن مسألة كلام النفس، وعن كلام الله تعالى في القرآن، وتعرض للرد على الجهمية، وناقش أقوال المعتزلة وبين حقيقة الكلام ومعناه... ثم تناول بقية مسائل العقيدة والإيمان فبدأ بإثبات النبوات وتأييدها بالمعجزات، وخصص القول في إثبات نبوة محمد، ثم عاد للكلام عن أحكام الأنبياء عامة وعصمتهم.

وختم الكتاب بالحديث عن الإعادة بعد الموت، وجمل من أحكام الآخرة، وفصل في الجنة والنار، والصراط والميزان والحوض، والثواب والعقاب، والشفاعة ومعنى الإيمان وزيادته ونقصانه... ليختم بالقول في الإمامة التي يذكرها أكثر العلماء في أصول الدين، مبينا أن: "الكلام في هذا الباب ليس من أصول الاعتقاد"، وأن الإمامة تتم بالاختيار ولم يرد نص في تعينها لأحد، إلا إذا توفرت فيه الشروط والبيعة، مقررا إثبات إمامة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ومحذرا من الطعن في الصحابة والافتراء عليهم.

تلاميذه
تفقه بإمام الحرمين عددٌ كبير من العلماء، يقال إنهم كانوا عند وفاته نحو أربعمائة تلميذ، منهم:

حجة الإسلام أبو حامد الغزالي.
إلكيا الهراسي.
علي الباخرزي.
عبد الغافر الفارسي.
أبو نصر عبد الرحيم بن الإمام عبد الكريم القشيري.
ثناء العلماء عليه
قال الحافظ أبو محمد الجرجاني: "هو إمام عصره، ونسيج وحده، ونادرة دهره، عديم المثل في حفظه، وبيانه ولسانه".
وقال تلميذه عبد الغافر الفارسي: "إمام الحرمين، فخر الإسلام، إمام الأئمة على الإطلاق، حبر الشريعة، المجمع على إمامته شرقا وغربا، المقر بفضله السراة والحداة، عجما وعربا، لم تر العيون مثله قبله، ولا ترى بعده، رباه حجر الإمامة وحرك ساعده السعادة مهده، وأرضعه ثدي العلم والورع، إلى أن ترعرع فيه وينع، أخذ من العربية وما يتعلق بها أوفر حظ ونصيب، فزاد فيها على كل أديب، ورزق من التوسع في العبارة وعلوها ما لم يعهده من غيره..".
وقال الإمام الإسنوي: "إمام الأئمة في زمانه وأعجوبة دهره وأوانه".
قال أبو إسحق الشيرازي: تمتعوا بهذا الإمام فإنه نزهة هذا المكان (يعني إمام الحرمين).
قال له مرَّة: يا مفيد أهل المشرق والمغرب، لقد استفاد من علمك الأولون والآخرون.
قال أبو عثمان الصابوني : صرف الله المكاره عن هذا الإمام، فهو اليوم قرة عين الإسلام.
قال أبو سعيد الصبري: هو إمام خراسان والعراق لفضله وتقدمه في أنواع العلوم.
قال الفقيه الإمام غانم الموسيلي في الجويني:
دعوا لبس المعالي فهو ثوب        على مقدار قدّ أبي المعالي
نقل من خط ابن الصلاح: أنشد بعض من رأى إمام الحرمين:
لم تر عيني تحت أديم الفُلك        مثل إمام الحرمين الثبت عبد الملك

مؤلفاته

كتاب لمع الأدلة في قواعد عقائد أهل السنة والجماعة للجويني، اعتنى به: نزار حمادي.
صنف كتبا كثيرة في الفقه والأصول وعلم الكلام والسياسة الشرعية والجدال، منها:

في الفقه:

نهاية المطلب في دراية المذهب، وهو كتاب كبير في أكثر من عشرين جزءا.
مختصر النهاية.
مختصر التقريب.
الرسالة النظامية في الأركان الإسلامية.
وفي أصول الفقه:

البرهان.
الورقات.
الغنية.
التحفة.
التلخيص.
وفي الجدال:

العمد.
الدرة المضية فيما وقع من الخلاف بين الشافعية والحنفية.
الكافية في الجدل.
الأساليب في الخلاف.
وفي علم الكلام:

الشامل في أصول الدين.
الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد.
لمع الأدلة في قواعد عقائد أهل السنة والجماعة.
العقيدة النظامية في الأركان الإسلامية.
شفاء العليل في بيان ما وقع في التوراة والإنجيل من التبديل.
قصيدة على غرار قصيدة ابن سينا في النفس.
وفي السياسة الشرعية:

غياث الأمم في التياث الظلم.

وفاته
أصيب الجويني بعلة شديدة، فلما أحس بوطأة المرض عليه انتقل إلى "بشتنقان" للاستشفاء بجوها المعتدل، ولكن اشتد عليه المرض فمات بها، وذلك في مساء الأربعاء 25 ربيع الآخر 478 هـ الموافق 20 أغسطس 1085 م عن عمر بلغ تسعا وخمسين عاماً.

الإمام الجويني إمام الحرمين



نوع الكتاب : pdf.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل الإمام الجويني إمام الحرمين
محمد الزحيلي
محمد الزحيلي
Mohammed Al Zuhaili
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ العز بن عبد السلام سلطان العلماء وبائع الملوك الداعية المصلح القاضي الفقيه الأصولي المفسر ❝ ❞ وظيفة الدين في الحياة وحاجة الناس إليه ❝ ❞ القاضي البيضاوي المفسر الأصولي المتكلم الفقيه المؤرخ الأديب صاحب التصانيف المشهورة ❝ ❞ الإمام الجويني إمام الحرمين ❝ ❞ الإمام الطبري شيخ المفسرين وعمدة المؤرخين ومقدم الفقهاء المحدثين صاحب المذهب الجريري ❝ الناشرين : ❞ دار القلم للنشر والتوزيع ❝ ❞ جمعية الدعوة الإسلامية العالمية ❝ ❱.



كتب اخرى في التراجم والأعلام

أحمد بن حنبل إمام أهل السنة PDF

قراءة و تحميل كتاب أحمد بن حنبل إمام أهل السنة PDF مجانا

الفوائد البهية في تراجم الحنفية PDF

قراءة و تحميل كتاب الفوائد البهية في تراجم الحنفية PDF مجانا

الإمام الطبري شيخ المفسرين وعمدة المؤرخين ومقدم الفقهاء المحدثين صاحب المذهب الجريري PDF

قراءة و تحميل كتاب الإمام الطبري شيخ المفسرين وعمدة المؤرخين ومقدم الفقهاء المحدثين صاحب المذهب الجريري PDF مجانا

سكب الرذاذ على سيرة سعد بن معاذ رضي الله عنه PDF

قراءة و تحميل كتاب سكب الرذاذ على سيرة سعد بن معاذ رضي الله عنه PDF مجانا

الجواهر المضية في طبقات الحنفية PDF

قراءة و تحميل كتاب الجواهر المضية في طبقات الحنفية PDF مجانا

السيرة النبوية وأخبار الخلفاء PDF

قراءة و تحميل كتاب السيرة النبوية وأخبار الخلفاء PDF مجانا

مكتشف الكنز المفقود: فؤاد سزكين.. وجولة وثائقية في اختراعات المسلمين PDF

قراءة و تحميل كتاب مكتشف الكنز المفقود: فؤاد سزكين.. وجولة وثائقية في اختراعات المسلمين PDF مجانا

الحسن بن يسار البصري الحكيم الواعظ الزاهد العالم PDF

قراءة و تحميل كتاب الحسن بن يسار البصري الحكيم الواعظ الزاهد العالم PDF مجانا

المزيد من كتب علوم القرآن في مكتبة كتب علوم القرآن , المزيد من كتب إسلامية متنوعة في مكتبة كتب إسلامية متنوعة , المزيد من إسلامية متنوعة في مكتبة إسلامية متنوعة , المزيد من كتب الفقه العام في مكتبة كتب الفقه العام , المزيد من كتب التوحيد والعقيدة في مكتبة كتب التوحيد والعقيدة , المزيد من مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف في مكتبة مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف , المزيد من كتب أصول الفقه وقواعده في مكتبة كتب أصول الفقه وقواعده , المزيد من التراجم والأعلام في مكتبة التراجم والأعلام , المزيد من السنة النبوية الشريفة في مكتبة السنة النبوية الشريفة
عرض كل كتب إسلامية ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..