أبو إسحاق، إبراهيم بن منصور بن زيد بن جابر العجلي ويقال التميمي، أحد علماء أهل السنة والجماعة ومن أعلام التصوف السني في القرن الثاني الهجري، كان من أبناء الملوك والمَياسير.
خرج متصيداً، فأثار ثعلب واذا هو طلبه، هتف به هاتف من قربوس سرجه: "والله! ما لهذا خلقت!، ولا بهذا أمرت!".
فنزل عن دابته، وصادف راعياً لأبيه، فأخذ جبته فلبسها، وأعطاه ثيابه وقماشه وفرسه وترك طريقته، في التزين بالدنيا، ورجع إلى طريقة أهل الزهد والورع.
وخرج إلى مكة، وصحب بها سفيان الثوري، والُفضيل بن عِياض. ودخل بلاد الشام، فكان يعمل فيها، ويأكل من عمل يده ..
في هذا الكتاب يُقدم الشيخ -رحمه الله- إبراهيم بن أدهم-طيب الله ثراه- على أنه النموذج الأمثل للصوفية، فيعطي في بدايته نبذة عن ماهية الصوفية، وأعلام التصوف المجاهدين في سبيل الله أمثال (شقيق البلخي، حاتم الأصم، عبد القادر الجزائري.)
وهذه التي تحدث عنها الشيخ هي صوفية المتقدمين حيث صفاء القلب وتنقية النفس من شوائب الشهوات والشبهات، تهذيبٌ للنفس حتى ترتفع الحُجب عن القلب فيُقذف فيه النور حتى يرى بنور الله، فهي سلوك الإنسان سبيل ربه عبر مسلك المحبة.
هي السكينة، الهدوء، اليقين، الطمأنينة، الصفاء، هي حقاً أن تعبد الله كأنك تراه.
حيث كانت صوفية اتباع لمنهاج السنة النبوية، بلا انحراف.
فمن مواقفه التي تُحركُ القلب ولم تُذكر في الكتاب، أنه حجَ مرةً إلى بيت الله الحرام، فبينما هو في الطواف إذ بشاب حسن الوجه، قد أعجب الناس جماله، فأخذ إبراهيم ينظر إليه ويبكي، فسأله أحد أصحابه: ما هذا النظر الذي يخالطه البكاء؟
فقال له إبراهيم: يا أخي إني عقدتُ مع الله عهداً لا أقدر على فسخه، وإلا كنت دنوت من هذا الفتى وسلمت عليه، إنه ولدي وقرةُ عيني، تركته صغيرا فاراً إلى الله، وها هو قد كَبِرَ، وإني لأستحي من الله أن أعود لشيء خرجت عنه وتركته له.
وأخذ يقول:
هجرتُ الخلقَ طُراً في هواكَ
وأيتمتُ العيالَ لكي أراكَ
فلو قطعتني في الحبِ إرباً
لما سكنَ الفؤادُ إلى سواكَ
العبرة من حياته -رحمه الله- أنه رجلٌ ما أحب أن يُذكرَ، فرفع اللهُ ذكره، عاش سائحاً فاراً إلى ربه هارباً من معرفة الخلق به ،حتى لقي من عاش طول عمره مشتاقاً للقياه.
قراءة و تحميل كتاب عبد العزيز جاويش من رواد التربية والصحافة والاجتماع PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب الأعلام للزركلي (أكثر من 14000 ترجمة) للشاملة PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب الصلة في تاريخ أئمة الأندلس وعلمائهم ومحدثيهم وفقهائهم وأدبائهم PDF مجانا