كتاب في علوم القراءات: مدخل ودراسة وتحقيقكتب إسلامية

كتاب في علوم القراءات: مدخل ودراسة وتحقيق

القراءة هي عند القراء أن يقرأ القرآن سواء كانت القراءة تلاوة بأن يقرأ متتابعا أو أداء بأن يأخذ من المشايخ ويقرأ. وقسّم القراء أحوال الإسناد إلى قراءة ورواية وطريق ووجه. فالخلاف إن كان لأحد الأئمة السبعة أو العشرة أو نحوهم واتفقت عليه الروايات والطرق عنه فهو قراءة، وإن كان للراوي عنه فهو رواية، وإن كان لمن بعده فنازلا فطريق أو لا على هذه الصفة مما هو راجع إلى تخيير القارئ فوجه. وقراءات القرآن أو علم القراءات في الاصطلاح هو مذهب يذهب إليه إمام من أئمة القراء، مخالفا به غيره في النطق بالقرآن الكريم مع اتفاق الروايات والطرق عنه، سواء أكانت هذه المخالفة في نطق الحروف أم في نطق هيئاتها. هذا التعريف يعرف القراءة من حيث نسبتها للأمام المقرئ كما ذكرنا من قبل؛ أما الأصل في القراءات فهو النقل بالإسناد المتواتر إلى النبي ﷺ والمقرئ هو العالم بالقراءات، التي رواها مشافهة بالتلقي عن أهلها إلى أن يبلغ النبي ﷺ. والقراءات العشر هي عشر قراءات لقراءة القرآن أقرها العلماء في بحثهم لتحديد القراءات المتواترة، فاستقر الاعتماد العلمي، بعد زيادة ثلاث قراءات أخرى، أضيفت إلى القراءات السبع، على يد الإمام ابن الجزري، فأصبح مجموع المتواتر من القراءات عشر قراءات، وهذه القراءات الثلاث هي قراءات هؤلاء الأئمة أبو جعفر المدني ويعقوب الحضرمي البصري وخلف بن هشام البغدادي تاريخها: نزل القرآن على سبعة أحرف، والأحرف ليست في الكتابة فقط بل في النطق والمعنى والتشكيل وعلامات الوقف والإيجاز، ونظرا لاختلاف لكنات ولهجات العرب الذين أنزل عليهم القرآن، وقد جمع الصحابي وأمير المؤمنين عثمان بن عفان القرآن على تشكيل واحد، وهناك سبع قراءات ثابتة وثلاث قراءات مكملة للسبع فيكتمل عقد العشر قراءات، وكل هذه القراءات ونطقها وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتناقلها الصحابة ثم التابعون فالتابعين وهكذا. يذكر القرآن أنه نزل بلسان العرب: {نَزَلَ بهِ الْرُّوحُ الْأمِيْنُ * عَلَى قَلْبكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنْذِرينْ * بلِسَانٍ عَرَبيٍّ مَبيْنٌ} وبين العرب اتفاق كبير في كثير من الكلمات واختلاف ضئيل في بعض الظواهر اللفظية التي تتميز بها كل قبيلة عن الأخرى، وحول ذلك قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ فاقرؤوا كما عُلّمتم." فكان كل صحابي يعلّم كما تعلّم وفي عصر تابع التابعين ظهر رجال تفرّغوا للقراءة ولنقلها وضبطها وجلسوا بعد ذلك للتعليم، فاشتُهرت القراءة التي كانوا يَقرؤون ويُقرئون بها الناس، فصارت تلك الكيفية تُنسب إلى هؤلاء القراء، لأنهم لزموها وليس لأنهم اخترعوها، فهم نقلوها نقلاً محضاً وليس لهم فيها أدنى تغيير أو زيادة. وكما حصل مع الفقهاء في العصور الأولى حيث كان عددهم كبير جدًا في البداية برز منهم أئمة أربعة فقط، بعد أن تَهَيّأ لهم تلاميذ لزموهم ونقلوا مذاهبهم الفقهية، فبقيت مذاهبهم وانتشرت واندثرت باقي المذاهب، وكذلك حصل مع القرّاء حيث ظهر وبرز منهم عشرة من أئمة القراءة. انتشارها: أغلب هذه القراءات يعرفها أهل القراءات وعلماؤها الذين تلقوها وعددهم كافٍ للتواتر في العالم الإسلامي. لكن العامّة من المسلمين المنتشرين في أغلب دول العالم الإسلامي وعددهم يقدر بالملايين يقرؤون برواية الكوفية برواية الكوفي حفص عن عاصم وفي بلاد المغرب العربي يقرؤون بقراءة الإمام نافع وهو إمام أهل المدينة سواء رواية قالون أو رواية ورش". وفي السودان وفي حضرموت يقرؤون بالرواية التي رواها الدوري عن أبي عمرو. سبب الاقتصار على القراءات السبع: وقال مكي بن أبي طالب: كان الناس على رأس المئتين (200هـ) بالبصرة على قراءة أبي عمرو ويعقوب، بالكوفة على قراءة حمزة وعاصم، بالشام على قراءة ابن عامر، بمكة على قراءة ابن كثير، بالمدينة على قراءة نافع. واستمروا على ذلك. فلما كان على رأس الثلاثمئة (300هـ)، أثبت ابن مجاهد اسم الكسائي وحذف يعقوب. قال: والسبب في الاقتصار على السبعة –مع أن في أئمة القراء من هو أجل منهم قدراً، ومثلهم أكثر من عددهم– أن الرواة عن الأئمة كانوا كثيراً جداً. فلما تقاصرت الهمم، اقتصروا مما يوافق خط المصحف على ما يسهل حفظه وتنضبط القراءة به. فنظروا إلى من اشتهر بالثقة والأمانة، وطول العمر في ملازمة القراءة، والاتفاق على الأخذ عنه، فأفردوا من كل مصر إماما واحداً. ولم يتركوا مع ذلك ما نقل مما كان عليه الأئمة غير هؤلاء من القراءات ولا القراءة به، كقراءة يعقوب وعاصم الجحدري وأبي جعفر وشيبة وغيرهم... انظر فتح الباري (9|31). أي القراءات أصح وأصوب؟ وهنا قد يتساءل المرء، أي القراءات أصح وأصوب؟ وهذا السؤال خطأ. ولعل الأصح قولاً: أيهن الأقوى تواتراً؟ فأقواهن تواتراً هي قراءة نافع المدني، ثم تليها قراءة ابن عامر الشامي وقراءة ابن كثير المكي. وهناك قراءات فيها خلاف، أعني أن بعض الناس ذمها وبخاصة قراءة حمزة وما تفرع عنها. وأما ما زعمه البعض من أن انتشار رواية حفص عن عاصم هذه الأيام دليل على أنها أصح، فليس في هذا القول إثارة من علم. ولو كان صادقاً، لكانت انتشرت قبل العثمانيين بعصور طويلة. لكن الحقيقة معروفة. فرواية حفص عن عاصم كانت رواية نادرة لم تنتشر ولا حتى بالكوفة، وإنما أخذ أهلها رواية عاصم عن أبي بكر. ثم لما ضنّ بها أبو بكر، اضطروا للأخذ بقراءة حمزة والكسائي رغم كراهيتهم لها، وما التفتوا لرواية حفص. ثم لو نظرنا في العالم الإسلامي لوجدنا أنه خلال مدة من الزمن سادت قراءتا أبي عمرو ونافع على العالم الإسلامي. ولم يكن لرواية حفص عن عاصم ذكر. ثم مع قدوم الدولة العثمانية اعتُمِدت رواية حفص. يقول المؤلف: العلوم تشرف بشرف موضوعاتها، وتتفاضل بمدى فضل بحوثها، ومسائلها. وعلوم القراءات، موضوعها كتاب الله، وبحوثها حول أسانيده، وطرق أدائه، ووجوه قراءته، ونظام رسمه، والاحتجاج له، ولأجل هذا فهي بين العلوم في الذروة والسنام، ولا عجب فكل العلوم اللسانية ما كانت إلا من أجله وفي سبيل الحفاظ عليه، والعلوم الإسلامية ما وجدت إلا على أساسه، تنهل من نبعه وتستمد من صافي معينه. ولقد شرفتني كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة بأن أسندت إلي تدريس بعض مناهج القراءات في قسم اللغويات، فأتيحت لي الفرصة لكي أتوفر على هذه العلوم، وأعطيها جانبًا من وقتي، هي له أهل، وبه أجدر فإذا بها تكاد تأخذ علي وقتي، ووجدت بيني وبينها أسباب وثيقة لم أحسن بها إلا عندما اقتحمت ميادينها الواسعة، ومجالاتها الرحبة. هي تمنح الإنسان مزيدًا من العلم بالقرآن تاريخًا وتأصيلًا، والقرآن نبع العلوم جميعًا. وفيها قضايا لا بد أن يفقهها الداعية، ونحن والحمد لله على طريق الدعوة. والدارس للسان العربي لا بد أن تكون القراءات جزءًا أساسيًّا في درسه؛ إذ هي مصدر للنحو والتصريف ولغات القبائل، وصوتيات اللسان العربي، وهي تصف مستويات صوتية تحتاج إلى الدارس الحديث ليحولها إلى واقع محس. وكتب الاحتجاج للقراءات تثري الدراسة النحوية ثراء عظيمًا، ومن العجيب أن أعلام النحاة كانوا قراء، وأعلام القراءات لهم قدم راسخة في النحو، وما عليك إلا أن تتصفح كتب الطبقات وتقرأ فيتراجم هؤلاء وأولئك ليستبين لك بوضوح صدق هذه القضية. وفي القراء السبعة اثنان من أئمة الدرس النحوي: أبو عمرو بن العلاء، والكسائي. ورأيت -لهذا- أن أدلي بدلوي في الدلاء، وأقف في صف هؤلاء الأعلام، وإن كان في الساقة لكنه في تقديري شرف كبير أرجو ربي ألا يحرمني منه، وأن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه، فما أردت؛ إلا تيسير معارف القرآن لتكون في متناول الدارس الحديث من حيث العرض والتبويب، والعبارة السائغة التي تحتفظ مع يسرها بوقار الحقيقة العلمية. وفي حسابي أن يكون هذا العمل بمثابة مدخل لهذه العلوم، مع درس وتحقيق لبعض القضايا التي تتطلب الدرس والتحقيق بحيث يخرج القارئ بصورة صحيحة موجزة عن هذه العلوم وما كتب فيها، بحيث يكتفي به المقتصد، وينطلق منه إلى آفاق البحث كل مجتهد.
السيد رزق الطويل - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ في علوم القراءات: مدخل ودراسة وتحقيق ❝ ❞ العقيدة في الإسلام.. منهج حياة ❝ الناشرين : ❞ المكتبة الفيصلية ❝ ❱
من كتب علوم القرآن كتب التفاسير وعلوم القرآن الكريم - مكتبة كتب إسلامية.

وصف الكتاب : القراءة هي عند القراء أن يقرأ القرآن سواء كانت القراءة تلاوة بأن يقرأ متتابعا أو أداء بأن يأخذ من المشايخ ويقرأ. وقسّم القراء أحوال الإسناد إلى قراءة ورواية وطريق ووجه. فالخلاف إن كان لأحد الأئمة السبعة أو العشرة أو نحوهم واتفقت عليه الروايات والطرق عنه فهو قراءة، وإن كان للراوي عنه فهو رواية، وإن كان لمن بعده فنازلا فطريق أو لا على هذه الصفة مما هو راجع إلى تخيير القارئ فوجه.

وقراءات القرآن أو علم القراءات في الاصطلاح هو مذهب يذهب إليه إمام من أئمة القراء، مخالفا به غيره في النطق بالقرآن الكريم مع اتفاق الروايات والطرق عنه، سواء أكانت هذه المخالفة في نطق الحروف أم في نطق هيئاتها. هذا التعريف يعرف القراءة من حيث نسبتها للأمام المقرئ كما ذكرنا من قبل؛ أما الأصل في القراءات فهو النقل بالإسناد المتواتر إلى النبي ﷺ والمقرئ هو العالم بالقراءات، التي رواها مشافهة بالتلقي عن أهلها إلى أن يبلغ النبي ﷺ.

والقراءات العشر هي عشر قراءات لقراءة القرآن أقرها العلماء في بحثهم لتحديد القراءات المتواترة، فاستقر الاعتماد العلمي، بعد زيادة ثلاث قراءات أخرى، أضيفت إلى القراءات السبع، على يد الإمام ابن الجزري، فأصبح مجموع المتواتر من القراءات عشر قراءات، وهذه القراءات الثلاث هي قراءات هؤلاء الأئمة أبو جعفر المدني ويعقوب الحضرمي البصري وخلف بن هشام البغدادي

تاريخها:

نزل القرآن على سبعة أحرف، والأحرف ليست في الكتابة فقط بل في النطق والمعنى والتشكيل وعلامات الوقف والإيجاز، ونظرا لاختلاف لكنات ولهجات العرب الذين أنزل عليهم القرآن، وقد جمع الصحابي وأمير المؤمنين عثمان بن عفان القرآن على تشكيل واحد، وهناك سبع قراءات ثابتة وثلاث قراءات مكملة للسبع فيكتمل عقد العشر قراءات، وكل هذه القراءات ونطقها وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتناقلها الصحابة ثم التابعون فالتابعين وهكذا.

يذكر القرآن أنه نزل بلسان العرب: {نَزَلَ بهِ الْرُّوحُ الْأمِيْنُ * عَلَى قَلْبكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنْذِرينْ * بلِسَانٍ عَرَبيٍّ مَبيْنٌ} وبين العرب اتفاق كبير في كثير من الكلمات واختلاف ضئيل في بعض الظواهر اللفظية التي تتميز بها كل قبيلة عن الأخرى، وحول ذلك قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ فاقرؤوا كما عُلّمتم." فكان كل صحابي يعلّم كما تعلّم وفي عصر تابع التابعين ظهر رجال تفرّغوا للقراءة ولنقلها وضبطها وجلسوا بعد ذلك للتعليم، فاشتُهرت القراءة التي كانوا يَقرؤون ويُقرئون بها الناس، فصارت تلك الكيفية تُنسب إلى هؤلاء القراء، لأنهم لزموها وليس لأنهم اخترعوها، فهم نقلوها نقلاً محضاً وليس لهم فيها أدنى تغيير أو زيادة.

وكما حصل مع الفقهاء في العصور الأولى حيث كان عددهم كبير جدًا في البداية برز منهم أئمة أربعة فقط، بعد أن تَهَيّأ لهم تلاميذ لزموهم ونقلوا مذاهبهم الفقهية، فبقيت مذاهبهم وانتشرت واندثرت باقي المذاهب، وكذلك حصل مع القرّاء حيث ظهر وبرز منهم عشرة من أئمة القراءة.

انتشارها:

أغلب هذه القراءات يعرفها أهل القراءات وعلماؤها الذين تلقوها وعددهم كافٍ للتواتر في العالم الإسلامي. لكن العامّة من المسلمين المنتشرين في أغلب دول العالم الإسلامي وعددهم يقدر بالملايين يقرؤون برواية الكوفية برواية الكوفي حفص عن عاصم وفي بلاد المغرب العربي يقرؤون بقراءة الإمام نافع وهو إمام أهل المدينة سواء رواية قالون أو رواية ورش". وفي السودان وفي حضرموت يقرؤون بالرواية التي رواها الدوري عن أبي عمرو.

سبب الاقتصار على القراءات السبع:

وقال مكي بن أبي طالب: كان الناس على رأس المئتين (200هـ) بالبصرة على قراءة أبي عمرو ويعقوب، بالكوفة على قراءة حمزة وعاصم، بالشام على قراءة ابن عامر، بمكة على قراءة ابن كثير، بالمدينة على قراءة نافع. واستمروا على ذلك. فلما كان على رأس الثلاثمئة (300هـ)، أثبت ابن مجاهد اسم الكسائي وحذف يعقوب. قال: والسبب في الاقتصار على السبعة –مع أن في أئمة القراء من هو أجل منهم قدراً، ومثلهم أكثر من عددهم– أن الرواة عن الأئمة كانوا كثيراً جداً. فلما تقاصرت الهمم، اقتصروا مما يوافق خط المصحف على ما يسهل حفظه وتنضبط القراءة به. فنظروا إلى من اشتهر بالثقة والأمانة، وطول العمر في ملازمة القراءة، والاتفاق على الأخذ عنه، فأفردوا من كل مصر إماما واحداً. ولم يتركوا مع ذلك ما نقل مما كان عليه الأئمة غير هؤلاء من القراءات ولا القراءة به، كقراءة يعقوب وعاصم الجحدري وأبي جعفر وشيبة وغيرهم... انظر فتح الباري (9|31).

أي القراءات أصح وأصوب؟

وهنا قد يتساءل المرء، أي القراءات أصح وأصوب؟ وهذا السؤال خطأ. ولعل الأصح قولاً: أيهن الأقوى تواتراً؟ فأقواهن تواتراً هي قراءة نافع المدني، ثم تليها قراءة ابن عامر الشامي وقراءة ابن كثير المكي. وهناك قراءات فيها خلاف، أعني أن بعض الناس ذمها وبخاصة قراءة حمزة وما تفرع عنها. وأما ما زعمه البعض من أن انتشار رواية حفص عن عاصم هذه الأيام دليل على أنها أصح، فليس في هذا القول إثارة من علم. ولو كان صادقاً، لكانت انتشرت قبل العثمانيين بعصور طويلة. لكن الحقيقة معروفة.

فرواية حفص عن عاصم كانت رواية نادرة لم تنتشر ولا حتى بالكوفة، وإنما أخذ أهلها رواية عاصم عن أبي بكر. ثم لما ضنّ بها أبو بكر، اضطروا للأخذ بقراءة حمزة والكسائي رغم كراهيتهم لها، وما التفتوا لرواية حفص. ثم لو نظرنا في العالم الإسلامي لوجدنا أنه خلال مدة من الزمن سادت قراءتا أبي عمرو ونافع على العالم الإسلامي. ولم يكن لرواية حفص عن عاصم ذكر. ثم مع قدوم الدولة العثمانية اعتُمِدت رواية حفص.


يقول المؤلف: العلوم تشرف بشرف موضوعاتها، وتتفاضل بمدى فضل بحوثها، ومسائلها. وعلوم القراءات، موضوعها كتاب الله، وبحوثها حول أسانيده، وطرق أدائه، ووجوه قراءته، ونظام رسمه، والاحتجاج له، ولأجل هذا فهي بين العلوم في الذروة والسنام، ولا عجب فكل العلوم اللسانية ما كانت إلا من أجله وفي سبيل الحفاظ عليه، والعلوم الإسلامية ما وجدت إلا على أساسه، تنهل من نبعه وتستمد من صافي معينه.

ولقد شرفتني كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة بأن أسندت إلي تدريس بعض مناهج القراءات في قسم اللغويات، فأتيحت لي الفرصة لكي أتوفر على هذه العلوم، وأعطيها جانبًا من وقتي، هي له أهل، وبه أجدر فإذا بها تكاد تأخذ علي وقتي، ووجدت بيني وبينها أسباب وثيقة لم أحسن بها إلا عندما اقتحمت ميادينها الواسعة، ومجالاتها الرحبة.

هي تمنح الإنسان مزيدًا من العلم بالقرآن تاريخًا وتأصيلًا، والقرآن نبع العلوم جميعًا.

وفيها قضايا لا بد أن يفقهها الداعية، ونحن والحمد لله على طريق الدعوة. والدارس للسان العربي لا بد أن تكون القراءات جزءًا أساسيًّا في درسه؛ إذ هي مصدر للنحو والتصريف ولغات القبائل، وصوتيات اللسان العربي، وهي تصف مستويات صوتية تحتاج إلى الدارس الحديث ليحولها إلى واقع محس.

وكتب الاحتجاج للقراءات تثري الدراسة النحوية ثراء عظيمًا، ومن العجيب أن أعلام النحاة كانوا قراء، وأعلام القراءات لهم قدم راسخة في النحو، وما عليك إلا أن تتصفح كتب الطبقات وتقرأ فيتراجم هؤلاء وأولئك ليستبين لك بوضوح صدق هذه القضية.

وفي القراء السبعة اثنان من أئمة الدرس النحوي: أبو عمرو بن العلاء، والكسائي.

ورأيت -لهذا- أن أدلي بدلوي في الدلاء، وأقف في صف هؤلاء الأعلام، وإن كان في الساقة لكنه في تقديري شرف كبير أرجو ربي ألا يحرمني منه، وأن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه، فما أردت؛ إلا تيسير معارف القرآن لتكون في متناول الدارس الحديث من حيث العرض والتبويب، والعبارة السائغة التي تحتفظ مع يسرها بوقار الحقيقة العلمية.

وفي حسابي أن يكون هذا العمل بمثابة مدخل لهذه العلوم، مع درس وتحقيق لبعض القضايا التي تتطلب الدرس والتحقيق بحيث يخرج القارئ بصورة صحيحة موجزة عن هذه العلوم وما كتب فيها، بحيث يكتفي به المقتصد، وينطلق منه إلى آفاق البحث كل مجتهد.




للكاتب/المؤلف : السيد رزق الطويل .
دار النشر : المكتبة الفيصلية .
سنة النشر : 1985م / 1405هـ .
عدد مرات التحميل : 10464 مرّة / مرات.
تم اضافته في : الجمعة , 15 مارس 2019م.
حجم الكتاب عند التحميل : 4 ميجا بايت .

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

 

القراءة هي عند القراء أن يقرأ القرآن سواء كانت القراءة تلاوة بأن يقرأ متتابعا أو أداء بأن يأخذ من المشايخ ويقرأ. وقسّم القراء أحوال الإسناد إلى قراءة ورواية وطريق ووجه. فالخلاف إن كان لأحد الأئمة السبعة أو العشرة أو نحوهم واتفقت عليه الروايات والطرق عنه فهو قراءة، وإن كان للراوي عنه فهو رواية، وإن كان لمن بعده فنازلا فطريق أو لا على هذه الصفة مما هو راجع إلى تخيير القارئ فوجه.

وقراءات القرآن أو علم القراءات في الاصطلاح هو مذهب يذهب إليه إمام من أئمة القراء، مخالفا به غيره في النطق بالقرآن الكريم مع اتفاق الروايات والطرق عنه، سواء أكانت هذه المخالفة في نطق الحروف أم في نطق هيئاتها. هذا التعريف يعرف القراءة من حيث نسبتها للأمام المقرئ كما ذكرنا من قبل؛ أما الأصل في القراءات فهو النقل بالإسناد المتواتر إلى النبي ﷺ والمقرئ هو العالم بالقراءات، التي رواها مشافهة بالتلقي عن أهلها إلى أن يبلغ النبي ﷺ.

والقراءات العشر هي عشر قراءات لقراءة القرآن أقرها العلماء في بحثهم لتحديد القراءات المتواترة، فاستقر الاعتماد العلمي، بعد زيادة ثلاث قراءات أخرى، أضيفت إلى القراءات السبع، على يد الإمام ابن الجزري، فأصبح مجموع المتواتر من القراءات عشر قراءات، وهذه القراءات الثلاث هي قراءات هؤلاء الأئمة أبو جعفر المدني ويعقوب الحضرمي البصري وخلف بن هشام البغدادي

تاريخها:

نزل القرآن على سبعة أحرف، والأحرف ليست في الكتابة فقط بل في النطق والمعنى والتشكيل وعلامات الوقف والإيجاز، ونظرا لاختلاف لكنات ولهجات العرب الذين أنزل عليهم القرآن، وقد جمع الصحابي وأمير المؤمنين عثمان بن عفان القرآن على تشكيل واحد، وهناك سبع قراءات ثابتة وثلاث قراءات مكملة للسبع فيكتمل عقد العشر قراءات، وكل هذه القراءات ونطقها وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتناقلها الصحابة ثم التابعون فالتابعين وهكذا.

يذكر القرآن أنه نزل بلسان العرب: {نَزَلَ بهِ الْرُّوحُ الْأمِيْنُ * عَلَى قَلْبكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنْذِرينْ * بلِسَانٍ عَرَبيٍّ مَبيْنٌ} وبين العرب اتفاق كبير في كثير من الكلمات واختلاف ضئيل في بعض الظواهر اللفظية التي تتميز بها كل قبيلة عن الأخرى، وحول ذلك قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ فاقرؤوا كما عُلّمتم." فكان كل صحابي يعلّم كما تعلّم وفي عصر تابع التابعين ظهر رجال تفرّغوا للقراءة ولنقلها وضبطها وجلسوا بعد ذلك للتعليم، فاشتُهرت القراءة التي كانوا يَقرؤون ويُقرئون بها الناس، فصارت تلك الكيفية تُنسب إلى هؤلاء القراء، لأنهم لزموها وليس لأنهم اخترعوها، فهم نقلوها نقلاً محضاً وليس لهم فيها أدنى تغيير أو زيادة.

وكما حصل مع الفقهاء في العصور الأولى حيث كان عددهم كبير جدًا في البداية برز منهم أئمة أربعة فقط، بعد أن تَهَيّأ لهم تلاميذ لزموهم ونقلوا مذاهبهم الفقهية، فبقيت مذاهبهم وانتشرت واندثرت باقي المذاهب، وكذلك حصل مع القرّاء حيث ظهر وبرز منهم عشرة من أئمة القراءة.

انتشارها:

أغلب هذه القراءات يعرفها أهل القراءات وعلماؤها الذين تلقوها وعددهم كافٍ للتواتر في العالم الإسلامي. لكن العامّة من المسلمين المنتشرين في أغلب دول العالم الإسلامي وعددهم يقدر بالملايين يقرؤون برواية الكوفية برواية الكوفي حفص عن عاصم وفي بلاد المغرب العربي يقرؤون بقراءة الإمام نافع وهو إمام أهل المدينة سواء رواية قالون أو رواية ورش". وفي السودان وفي حضرموت يقرؤون بالرواية التي رواها الدوري عن أبي عمرو.

سبب الاقتصار على القراءات السبع:

وقال مكي بن أبي طالب: كان الناس على رأس المئتين (200هـ) بالبصرة على قراءة أبي عمرو ويعقوب، بالكوفة على قراءة حمزة وعاصم، بالشام على قراءة ابن عامر، بمكة على قراءة ابن كثير، بالمدينة على قراءة نافع. واستمروا على ذلك. فلما كان على رأس الثلاثمئة (300هـ)، أثبت ابن مجاهد اسم الكسائي وحذف يعقوب. قال: والسبب في الاقتصار على السبعة –مع أن في أئمة القراء من هو أجل منهم قدراً، ومثلهم أكثر من عددهم– أن الرواة عن الأئمة كانوا كثيراً جداً. فلما تقاصرت الهمم، اقتصروا مما يوافق خط المصحف على ما يسهل حفظه وتنضبط القراءة به. فنظروا إلى من اشتهر بالثقة والأمانة، وطول العمر في ملازمة القراءة، والاتفاق على الأخذ عنه، فأفردوا من كل مصر إماما واحداً. ولم يتركوا مع ذلك ما نقل مما كان عليه الأئمة غير هؤلاء من القراءات ولا القراءة به، كقراءة يعقوب وعاصم الجحدري وأبي جعفر وشيبة وغيرهم... انظر فتح الباري (9|31).

أي القراءات أصح وأصوب؟

وهنا قد يتساءل المرء، أي القراءات أصح وأصوب؟ وهذا السؤال خطأ. ولعل الأصح قولاً: أيهن الأقوى تواتراً؟ فأقواهن تواتراً هي قراءة نافع المدني، ثم تليها قراءة ابن عامر الشامي وقراءة ابن كثير المكي. وهناك قراءات فيها خلاف، أعني أن بعض الناس ذمها وبخاصة قراءة حمزة وما تفرع عنها. وأما ما زعمه البعض من أن انتشار رواية حفص عن عاصم هذه الأيام دليل على أنها أصح، فليس في هذا القول إثارة من علم. ولو كان صادقاً، لكانت انتشرت قبل العثمانيين بعصور طويلة. لكن الحقيقة معروفة.

فرواية حفص عن عاصم كانت رواية نادرة لم تنتشر ولا حتى بالكوفة، وإنما أخذ أهلها رواية عاصم عن أبي بكر. ثم لما ضنّ بها أبو بكر، اضطروا للأخذ بقراءة حمزة والكسائي رغم كراهيتهم لها، وما التفتوا لرواية حفص. ثم لو نظرنا في العالم الإسلامي لوجدنا أنه خلال مدة من الزمن سادت قراءتا أبي عمرو ونافع على العالم الإسلامي. ولم يكن لرواية حفص عن عاصم ذكر. ثم مع قدوم الدولة العثمانية اعتُمِدت رواية حفص.
 

العلوم تشرف بشرف موضوعاتها، وتتفاضل بمدى فضل بحوثها، ومسائلها. وعلوم القراءات، موضوعها كتاب الله، وبحوثها حول أسانيده، وطرق أدائه، ووجوه قراءته، ونظام رسمه، والاحتجاج له، ولأجل هذا فهي بين العلوم في الذروة والسنام، ولا عجب فكل العلوم اللسانية ما كانت إلا من أجله وفي سبيل الحفاظ عليه، والعلوم الإسلامية ما وجدت إلا على أساسه، تنهل من نبعه وتستمد من صافي معينه.

ولقد شرفتني كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة بأن أسندت إلي تدريس بعض مناهج القراءات في قسم اللغويات، فأتيحت لي الفرصة لكي أتوفر على هذه العلوم، وأعطيها جانبًا من وقتي، هي له أهل، وبه أجدر فإذا بها تكاد تأخذ علي وقتي، ووجدت بيني وبينها  أسباب وثيقة لم أحسن بها إلا عندما اقتحمت ميادينها الواسعة، ومجالاتها الرحبة.

هي تمنح الإنسان مزيدًا من العلم بالقرآن تاريخًا وتأصيلًا، والقرآن نبع العلوم جميعًا.

وفيها قضايا لا بد أن يفقهها الداعية، ونحن والحمد لله على طريق الدعوة. والدارس للسان العربي لا بد أن تكون القراءات جزءًا أساسيًّا في درسه؛ إذ هي مصدر للنحو والتصريف ولغات القبائل، وصوتيات اللسان العربي، وهي تصف مستويات صوتية تحتاج إلى الدارس الحديث ليحولها إلى واقع محس.

وكتب الاحتجاج للقراءات تثري الدراسة النحوية ثراء عظيمًا، ومن العجيب أن أعلام النحاة كانوا قراء، وأعلام القراءات لهم قدم راسخة في النحو، وما عليك إلا أن تتصفح كتب الطبقات وتقرأ فيتراجم هؤلاء وأولئك ليستبين لك بوضوح صدق هذه القضية.

وفي القراء السبعة اثنان من أئمة الدرس النحوي: أبو عمرو بن العلاء، والكسائي.

ورأيت -لهذا- أن أدلي بدلوي في الدلاء، وأقف في صف هؤلاء الأعلام، وإن كان في الساقة لكنه في تقديري شرف كبير أرجو ربي ألا يحرمني منه، وأن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه، فما أردت؛ إلا تيسير معارف القرآن لتكون في متناول الدارس الحديث من حيث العرض والتبويب، والعبارة السائغة التي تحتفظ مع يسرها بوقار الحقيقة العلمية.

وفي حسابي أن يكون هذا العمل بمثابة مدخل لهذه العلوم، مع درس وتحقيق لبعض القضايا التي تتطلب الدرس والتحقيق بحيث يخرج القارئ بصورة صحيحة موجزة عن هذه العلوم وما كتب فيها، بحيث يكتفي به المقتصد، وينطلق منه إلى آفاق البحث كل مجتهد.

وقد جعلته في بابين يسبقهما تمهيد، وهذه المقدمة.

الباب الأول: موضوعه: القراءات والقراء.

وقد قدمته في أربعة فصول:

الفصل الأول: مفاهيم أساسية تدور حول تعريف القراءات ونشأتها، ومكانتها، وأساس الاختلاف.

الفصل الثاني: القراءات المقبولة والشاذة.

الفصل الثالث: القراء من عصر الصحابة والتابعين وتابعيهم مع التعريف بالقراء الأربعة عشر.

الفصل الرابع: عن ترتيل القرآن وصور الترتيل وأركانه.

والباب الثاني: بحوث في القراءات.

وقد عرضته في ثلاثة فصول:

الفصل الأول: الأحرف السبعة والقراءات السبع.

الفصل الثاني: الأصول والفرش

الفصل الثالث: رسم المصحف -نماذج له- شبه وردود.

الفصل الرابع: صور من الاحتجاج للقراءات.

أرجو أن أكون -بهذا- قد أوفيت على الغاية أو دانيت، فإن أصبت فالحمد لله وحده وإن كانت الأخرى فجل من لا يخطئ وحسبي سلامة القصد، واستقامة الهدف.

وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب؟

دكتور السيد رزق الطويل



نوع الكتاب : pdf.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل في علوم القراءات: مدخل ودراسة وتحقيق
السيد رزق الطويل
السيد رزق الطويل
Mr Rizk Al Taweel
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ في علوم القراءات: مدخل ودراسة وتحقيق ❝ ❞ العقيدة في الإسلام.. منهج حياة ❝ الناشرين : ❞ المكتبة الفيصلية ❝ ❱.



كتب اخرى في كتب علوم القرآن

موازنة بين الضبط في الرسم المصحفي والرسم القياسي PDF

قراءة و تحميل كتاب موازنة بين الضبط في الرسم المصحفي والرسم القياسي PDF مجانا

أسرار ترتيب القرآن PDF

قراءة و تحميل كتاب أسرار ترتيب القرآن PDF مجانا

أسنى الأقوال في شرح متن تحفة الأطفال PDF

قراءة و تحميل كتاب أسنى الأقوال في شرح متن تحفة الأطفال PDF مجانا

مناهل العرفان في علوم القرآن (ت الحلبي) PDF

قراءة و تحميل كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن (ت الحلبي) PDF مجانا

روح وريحان .. في موضوعات القرآن الكريم PDF

قراءة و تحميل كتاب روح وريحان .. في موضوعات القرآن الكريم PDF مجانا

القرآن العظيم .. بدايات نزوله كيفية الوحي فضائل القرآن العظيم PDF

قراءة و تحميل كتاب القرآن العظيم .. بدايات نزوله كيفية الوحي فضائل القرآن العظيم PDF مجانا

البدع العملية المتعلقة بالقرآن الكريم PDF

قراءة و تحميل كتاب البدع العملية المتعلقة بالقرآن الكريم PDF مجانا

مجلة الدراسات القرآنية 10 PDF

قراءة و تحميل كتاب مجلة الدراسات القرآنية 10 PDF مجانا

المزيد من كتب علوم القرآن في مكتبة كتب علوم القرآن , المزيد من كتب إسلامية متنوعة في مكتبة كتب إسلامية متنوعة , المزيد من إسلامية متنوعة في مكتبة إسلامية متنوعة , المزيد من كتب الفقه العام في مكتبة كتب الفقه العام , المزيد من كتب التوحيد والعقيدة في مكتبة كتب التوحيد والعقيدة , المزيد من مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف في مكتبة مؤلفات حول الحديث النبوي الشريف , المزيد من كتب أصول الفقه وقواعده في مكتبة كتب أصول الفقه وقواعده , المزيد من التراجم والأعلام في مكتبة التراجم والأعلام , المزيد من السنة النبوية الشريفة في مكتبة السنة النبوية الشريفة
عرض كل كتب إسلامية ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..