يؤمن المسلم بأنّ القرآن الكريم مُنزَّل من عند الله -سبحانه وتعالى-، وهو شرط من شروط الإيمان، والذي يتطلّب أن يعتقد المسلم أنّ:
تُعَدّ تلاوة القرآن الكريم، والمداومة على النَّظَر فيه سبباً من أسباب فَهمه، والعمل بما جاء فيه، وقد استحبّ العلماء الإكثار من تلاوته، وذهبوا إلى أنّها سُنّة من سُنَن الإسلام؛ فيقرأ المسلم القَدْر الذي يراه مناسباً من القرآن؛ إذ إنّ قراءة المسلم له هو امتثال منه لأمر الله -تعالى- الوارد في قوله: (فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ)، وتلاوته عبادة عظيمة، وقربة جليلة يتقرّب بها العبد إلى الله -تعالى-، ويترتّب عليها أجر عظيم، وارتقاء في المراتب في الدُّنيا والآخرة، ومَن اجتهد في ترتيل القرآن، وجوّد به صوته، وأتقن قراءته، فقد انطبق الحديث الوارد عن السيّدة عائشة -رضي الله عنه-: (مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ)، كما بيّن ذلك النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، بالإضافة إلى أنّ الله يُوفّي قُرّاءَ كتابه العزيز أجورَهم في الآخرة، وذلك وعد الله -تعالى- في كتابه؛ فقد قال: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ، لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ).
اعتنى الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- عناية شديدة بحِفظ القرآن الكريم، وتدوينه؛ فحرصوا على تدوينه في المصاحف، وتجريده عن أيّ شيء ليس منه، وقد نُقِل من جيلٍ إلى جيلٍ بالتواتُر مكتوباً في المصاحف، والقرآن عند أهل السنّة مُتواترٌ قَطعاً وليس آحاداً؛ فهو مُتواتر في أصله، وفي أجزائه، وفي وضعه، وترتيبه، وقد حرص الصحابة على كتابة المُتواتر، وحِفظه؛ لأنّ القرآن مُتضمِّنٌ التحدّي، وهو موطن الأحكام، والشرائع، ومقتضى التعبُّد؛ ولهذا تقتضي أهمّيته أن يكون التواتُر قطعيّاً.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الوسيلة الأساسيّة في تلقّي القرآن الكريم كانت ولا زالت تلقّيه بالمُشافَهة، وهي واحدة من أهمّ سِمات وخصائص القرآن التي تميّز بها عن الكُتب السماويّة السابقة، وغيرها من الكُتُب، وتعلُّم المسلم القرآن بالمُشافهة، وحِفظه بالتلقّي يعني أنّ له سنداً بالقرآن يتّصل بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، ومنه إلى جبريل، عن الله -سبحانه وتعالى-، ونظراً لأنّ القرآن منقول عبر القرون السابقة حتى العصر الحاضر بالتواتُر القاطع، وأنّه مُعجِزٌ بلفظه، ومعناه معاً، فقد اتّفق العلماء على أنّ روايته بالمعنى دون التقيُّد بلَفظه غير جائز، واتّفقوا على حرمة تعمُّد تبديل أيّ حَرف، أو كلمة، أو جملة، أو آية من القرآن، ولا يجوز تبديل لفظ في القرآن بآخر حتى ولو كان عربيّاً يُؤدّي المعنى نفسه، وقد ذهب ابن حزم إلى أنّ قراءة القرآن داخل الصلاة أو خارجها بلغة غير العربية أو بلفظ مُخالف لِما أنزله الله -تعالى- غير جائز، ويكون فاعلها فاسقاً بذلك الفِعل.
كما يَسَّر الله -تعالى- برحمته وقدرته على المسلمين حِفظ القرآن الكريم في الصدور، إلى جانب يُسر تلاوته، علماً أنّ هناك عدد كبير من المسلمين الذين حفظوا القرآن عن ظهر غَيب على مَرّ العصور، حتى من أولئك الذين لا يتكلّمون العربيّة، حتى وإن لم يفهموا منه شيئاً؛ قال -تعالى- في ذلك: (سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَى*إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى*وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى).
تميّز القرآن الكريم بخصائص مُتعلِّقة بأسلوبه البيانيّ واللغويّ، ومن هذه الخصائص ما يأتي:
أنزل الله -سبحانه وتعالى- القرآن الكريم؛ رحمةً للعالَمين؛ يخرجهم به من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الحقّ والإسلام، واصطفى -سبحانه- محمداً -صلّى الله عليه وسلّم-؛ ليوحي هذا القرآن إليه، كما اصطفى من الأمم الأمّة الإسلامية؛ لتكون أمّة القرآن، فكان لهم من الخصائص ما ليس لغيرهم.
قراءة و تحميل كتاب منهج الإمام القرطبي في تفسير آيات الأحكام في كتابه (( الجامع لأحكام القرآن )) دراسة تحليليّة PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب مختصر البيان في توضيح منهج تفسير أضواء البيان PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب فضائل القرآن للشيخ محمد بن عبدالوهاب PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب أثر نيابة حروف الجر بعضها عن بعض في معاني القرآن الكريم PDF مجانا