هذا كتابٌ عظيمُ النَّفْع، طيِّبُ الوَقْع، سال فيه قلم ابن القيم -رحمه الله- بالفوائد المحرَّرة، والفرائد المبتكرة، حتَّى فاض واديه فبلغَ الروابي، وملأ الخوابي، قصدَ فيه جمعَ ما ورد في القرآن الكريم من الأيمان الربَّانية وما يتبعها من أجوبتها وغاياتها وأسرارها، فبَرعَ وتفنَّن، ثُمَّ قعَّد وقَنَّن، ولا غَرْوَ في ذلك فإنَّه "شمس الدِّين".

وقد اعتنى أهل العلم بالأيمان والأقسام من قديم، فأفردوها بالتصنيف على قلَّةٍ في ذلك، إلا أنَّ أغراضهم ومقاصدهم تنوَّعت من تآليفهم؛ فمن ذلك:

أنَّ جماعةً من علماء العربية صنَّفوا فيما ورد عن العرب من الأيمان والأقسام، كما فعل أبو العباس أحمد بن يحيى المعروف بثعلب (291 هـ) فصنَّف "كتاب الأيمان" (1)، وكذلك صنَعَ: عَسل بن ذكْوَان العسكري النحوي -في طبقة المبرِّد- كتابَ "أقسام العربية" (2)، وجمَعَ أبو إسحاق النَّجِيرَمي (423 هـ) في كتابِ لطيفٍ "أيمان العرب" (1).

ورامَ جماعةٌ من الأئمة جمع ما ورد في الأيمان من الرواية والدراية كما فعل الإمام أبو عبيد القاسم بن سلَّام (223 هـ) في كتابه "الأيمان والنذور" (2).

وألَّف الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن سرور المقدسي (600 هـ) جزءًا سمَّاه: "الأقسام التي أقسم بها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - " (3).

وأفردَ الإمام أبو الحسينِ محمد بن القاضي أبي يعلى (526 هـ) جزءًا لطيفًا في المسائل التي حَلَف عليها الإمام أحمد (4).

و"أقسام القرآن" من ذيَّاك القبيل، وقد عدَّه السيوطي في "الإتقان" (2/ 1048) نوعًا من أنواع علوم القرآن، وتبعه طاش كبري زاده في "مفتاح السعادة" (2/ 540) حيث جعله فرعًا من فروع التفسير (5)، فعِلْمٌ هذا شأنه لا يستغرب بعد ذلك أن يحتفي به العلماء ويخصُّوه بعناية زائدة ويفردوه بمصنفاتٍ خاصَّة.

(مقدمة المؤلف):
الحمد لله ربِّ العالمين، والعاقبة للمتقين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ربُّ العالمين، وقيُّومُ السمواتِ والأرضين. وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، المبعوثُ بالكتاب المبين، الفارق بين الغَيِّ والرَّشَادِ، والهُدَى والضلالِ، والشَّكِّ واليقينِ، صلَّى الله عليه وعلى آله الطَّيِّبِين الطَّاهِرين، صلاةً دائمةً بدوام السموات والأرضين.

وبعد:

فهذا كتابٌ صغير الحجم، كبير النفع، فيما وقع في القرآن العزيز من الأيْمَانِ والأقْسَام، والكلام عليها يَمِينًا (2)، وارتباطها بالمُقْسَمِ عليه، وذكر أجوبة القَسَم المذكورة [و] (3) المقدَّرة، وأسرار هذه الأقْسَام، فإنَّ لها شأنًا عظيمًا يعرفه الواقف عليه في هذا الكتاب، وسَمَّيتُه: "كتابَ التِّبْيانِ في أيْمَانِ القرآنِ".

واللهُ المسؤولُ أن ينفع به من قرأه وكتبه ونظر فيه، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم (4)، سببًا لمغفرته.

فما كان فيه من صوابٍ فمِنَ الله فَضلاً ومِنَّةً، وما كان فيه من خطأ فَمِنِّي ومن الشيطان (5)، والله ورسوله بريئان منه.

كتاب التبيان في أيمان القرآن pdf تأليف محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية أبو عبدالله، هذا الكتاب عظيم النفع، طيب الوقع، سال فيه قلم ابن القيم - رحمه الله - بالفوائد المحررة، والفرائد المبتكرة، حتى فاض واديه فبلغ الروابي، وملأ الخوابي، قصد فيه جمع ماورد في القرآن الكريم من الأيمان الربانية وما يتبعها من أجوبتها وغايتها وأسرارها، فبرع وتفنن، ثم قعد وقنن، رحمه الله تعالى رحمة واسعة.

- آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (14) التبيان في أيمان القرآن (المجمع) من علوم القرآن

 آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (14) التبيان في أيمان القرآن (المجمع) من علوم القرآن 

التبيان في أيمان القرآن (ط. المجمع)
 المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية أبو عبد الله
 المحقق: عبد الله بن سالم البطاطي
 الناشر: مجمع الفقه الإسلامي بجدة

المحتويات :

مقدمة المؤلف 
يقسم سبحانه بنفسه المقدسة أو آياته 
القسم إما على جملة خبرية أو طلبية 
قد يراد بالقسم تحقيق المقسم عليه 
الأمور المشهودة الظاهرة إنما يقسم بها ولا يقسم عليها 
تارة يذكر جواب القسم وتارة يحذف 
قد يتكرر القسم دون إعادة المقسم عليه 
يحذف فعل القسم اختصارا ويكتفي بالحروف 
فصل : قسمه سبحانه إنما يكون على أصول الإيمان 
جاء القسم على الجزاء والمعاد في ثلاث آيات 
فصل : قسمه سبحانه على عاقبة الإنسان هو قسم على الجزاء 
قد يحذف جواب القسم إرادة لتعظيم المقسم به 
وقد يحذف وهو مراد لكنه عرف بدلالة الحال أو السياق 
جواب القسم في (ص) محذوف , هذا قول أكثر المفسرين 
جواب القسم في (ق) كالقول في جواب "ص 
فصل : القسم في سورة القيامة 
فصل : القسم في سورة الشمس 
الصحيح أن الضمير المرفوع في (زكاها) عائد على (من) , وله نظائر 
ذهبت طائفة من السلف إلى أن الضمير يرجع إلى الله سبحانه , والجواب عنه 
فصل : الحكمة في ذكر ثمود دون غيرهم من الأمم في سورة الشمس 
فصل : القسم في سورة الفجر 
تضعيف القول بأن جواب القسم هو : { إن ربك لبا لمرصاد 
المراد بالفجر في السورة 
اختلاف السلف في المراد بالشفع والوتر 
فصل : القسم في سورة البلد 
تفسير ( الكبد ) , واختلافهم فيه 
تفسير " الأسر 
اختلاف المفسرين في قوله تعالى : { وأنت حل بهذا البلد 
بيان معنى قوله تعالى : { يقول أهلكت مالا لبدا 
أسباب عدم تكرار ( لا ) في قوله تعالى : { فلا اقتحم العقبة } وما بعده 
فصل : القسم في سورة التين 
الصحيح أن ( أسفل سافلين ) هي النار 
القول بأن المراد به أرذل العمر ضعيف من وجوه عشرة 
الصواب في تفسير قوله تعالى : { غير ممنون 
أصح القولين في تفسير قوله تعالى : { فما يكذبك بعد بالدين 
توجيه القول بأن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وشرحه وبيانه 
فصل : القسم في سورة الليل 
الخلاف في معنى "عسعس 
قسمه سبحانه بالذكر والأنثى يتضمن الإقسام بالحيوان كله 
التيسير لليسرى له ثلاثة أسباب 
تفسير ( اليسرى ) وإعرابها 
بيان حقيقة التيسير لليسرى 
المراد بالتيسير للعسرى 
التيسير للعسرى يكون بأمرين 
فصل : تفسير قوله تعالى : { إن علينا للهدى وإن لنا للآخرة والأولى 
تضمنت الآيتان أربعة أمور هي المطالب العالية 
فصل : القسم في سورة الضحى 
الرضا الذي يعطاه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عام 
اختلاف المفسرين في " السائل 
بيان النعمة التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتحدث بها 
فصل : القسم في سورة العاديات 
اختلف الصحابة ومن بعدهم في المراد بالعاديات 
بيان معنى ( الضبح ) في الناقة 
الحكمة في تخصيص الإغارة بالضبح 
من قال إنها ( الإبل ) تأولوا الآية على وجوه بعيدة 
فصل : بيان معنى ( الكنود ) في اللغة 
توجيه الأقوال في تفسير قوله تعالى : { وإنه على ذلك لشهيد 
تفسير قوله تعالى : { وإنه لحب الخير لشديد 
فصل : القسم في سورة العصر 
اختلافهم في المراد بالعصر المقسم به في السورة 
المراد بالتواصي بالحق وبالصبر 
الإنسان له قوتان , وحالتان 
فصل : القسم في سورة البروج 
اختلاف المفسرين في المراد بالبروج 
اليوم الموعود المقسم به في السورة هو يوم القيامة 
أصح الأقوال في المراد بالشاهد والمشهود 
اختيار المؤلف بأن القسم مستغن عن الجواب , وتوجيه ذلك 
بيان حال أصحاب الأخدود وما فيه من العبرة 
تفسير معنى " الودود 
إضافة العرش إلى الرب سبحانه يدل على معان شريفة 
تفسير معنى ( المجيد ) وما يلزمه 
قوله تعالى : { فعال لما يريد } يدل على ستة أمور 
ما اشتملت عليه السورة من قضايا التوحيد 
تفسير قوله تعالى : { في لوح محفوظ 
فصل : القسم في سورة الطارق 
المراد بالطارق جنس النجوم 
المقسم عليه في السورة هو النفس الإنسانية 
اختلاف القراء في " لما 
بيان معنى ( الدفق ) في اللغة 
خلافهم في المراد بالصلب والترائب 
المعنى الصحيح لقوله تعالى : { إنه على رجعه لقادر 
تفسير قوله تعالى : { يوم تبلى السرآئر 
التحقيق في المراد برجع السماء 
بيان معنى " القول الفصل 
معنى ( رويدا ) وما قيل في إعرابه 
فصل : القسم في سورة الانشقاق 
معنى ( الشفق ) في اللغة 
معنى قسمه سبحانه بالليل وما وسق 
فصل : تفسير قوله تعالى : { لتركبن طبقا عن طبق 
من قال : إن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ فله ثلاثة معان 
توجيه المعنى في قول من قال : إن الخطاب للإنسان أو لجملة الناس 

تحميل وقراءة وتصفح أولاين مباشر بدون روابط التبيان في أيمان القرآن - ابن قيم الجوزية pdf