بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تَرْجَمَة الْمُؤلف، مختصرة من تَارِيخ ابْن خلكان
هُوَ أَبُو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق الزجاجي النَّحْوِيّ الْبَغْدَادِيّ دَارا ونشأةً، والنهاوندي أصلا ومولداً. كَانَ إِمَامًا فِي علم النَّحْو، وصنف فِيهِ كتاب " الْجمل الْكُبْرَى " وَهُوَ كتاب نافعٌ لَوْلَا طوله بِكَثْرَة الْأَمْثِلَة. أَخذ النَّحْو عَن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس اليزيدي، وأبي بكرٍ بن دريدٍ، وَأبي بكرٍ بن الْأَنْبَارِي. وَصَحب أَبَا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن السّري الزّجاج فنسب إِلَيْهِ، وَعرف بِهِ، وَسكن دمشق وانتفع بِهِ النَّاس وتخرجوا عَلَيْهِ، وَتُوفِّي فِي رجبٍ سنة سبعٍ وَقيل سنة تسعٍ وَثَلَاثِينَ وثلاثمائةٍ، وَقيل فِي شهر رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ وَالْأول أصح بِدِمَشْق، وَقيل بطبرية رَحْمَة الله تَعَالَى.
وكَانَ قد خرج من دمشق مَعَ ابْن الْحَارِث عَامل الضّيَاع الأخشيدية فَمَاتَ بطبرية. وَكتابه الْجمل من الْكتب الْمُبَارَكَة لم يشْتَغل بِهِ أحدٌ إِلَّا وانتفع بِهِ، وَيُقَال إِنَّه صنفه بِمَكَّة حرسها الله تَعَالَى وَكَانَ إِذا فرغ من بابٍ طَاف أسبوعاً ودعا الله تَعَالَى أَن يغْفر لَهُ، وَأَن ينفع بِهِ قارئه، والزجاجي بِفَتْح الزّاي وَتَشْديد الْجِيم وَبعد الْألف جيمٌ ثانيةٌ انْتهى.
(/)
قَالَ أَبُو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق الزجاجي رَحمَه الله: أخبرنَا أَبُو عبد الله الْقَاسِم عَن أبي محمدٍ بن يحيى الْمُبَارَكِ الْيَزِيدِيِّ قَالَ رُوِيَ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ. قَالَ: قَالَ عَبْدُ الله بن مَسْعُود
(1/1)
رَحِمَهُ اللَّهُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أمّةٌ قَانِتًا لله حَنِيفا " قَالَ: الأُمَّةُ الرَّجُلُ الْمُعَلِّمُ لِلْخَيْرِ وَالْقَانِتُ الْمُطِيعُ وَالْحَنِيفُ التَّارِكُ لِلشِّرْكِ " اجتباه " يَقُولُ اصْطَفَاهُ " وَهَدَاهُ إِلَى صراطٍ مستقيمٍ " يَعْنِي طَرِيقًا يَسْتَقِيمُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ " وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً " قَالَ الذِّكْرُ الطَّيِّبُ، وَالثَّنَاءُ الْجَمِيلُ، مَا مِنْ أمةٍ وَلا أَهْلِ دينٍ إِلَّا يتولونه " قَالَ أَبُو الْقَاسِم الزجاجي ": الْقُنُوت فِي اللُّغَة طول الْقيام، وَمِنْه قيل للداعي قانتٌ، وللمصلي قانتٌ. والحنف الْميل، وَقيل للْمُسلمِ حَنِيفا لعدوله عَنِ الشّرك إِلَى الْإِسْلَام وميله عَنهُ ميلًا لَا رُجُوع مَعَه، وَمِنْه الحنف فِي الرجلَيْن وَهُوَ إقبال كل واحدةٍ من الإبهامين عَليّ صاحبتها، وميلها عَن سَائِر الْأَصَابِع. وَكَانَ الحنيف فِي الْجَاهِلِيَّة من كَانَ يحجّ الْبَيْت، ويغتسل من الْجَنَابَة، وَيغسل موتاه، ويختتن، فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام صَار الحنيف الْمُسلم.
قراءة و تحميل كتاب أمنا عائشة حبيبة نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب إظهار الحق والصواب في حكم الحجاب ( الجزء الأول ) PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب إظهار الحق والصواب في حكم الحجاب ( الجزء الثاني ) PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب إظهار الحق والصواب في حكم الحجاب ( الجزء الثالث ) PDF مجانا