أما بعد:
فلا يزال أهل النفاق في كل زمان ومكان تنطلق ألسنتهم في المسلمين كذبًا وزورًا، وغدرا وخيانة، بل الأعظم والأدهى من هذا كله أن يتهم سيد البشرية رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في عرضه يتهم في المبرأة من فوق سبع سماوات يتهم في الزاهدة، التقية، الفقيهة، العابدة، الطاهرة، أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - بنت الصديق الخليفة لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أبي بكر بن قحافة - رضي الله عنه -.
__________
(1) قال تعالى: {يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32)} (الأحزاب: 32).
(2) باختصار من مقدمة الإمام بدر الدين الزركشي لرسالته (الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة). والمَلَوانِ: اللَّيْلُ والنهارُ.
(1/5)
وقد لا نجد امرأة في تاريخ الإسلام لحقها من الأذى والظلم كأمِّنا عائشة - رضي الله عنها -، فهي وإن برأها الله في كتابه الكريم إلا أن أهل الزيغ والضلال من الشيعة الأنجاس لا يعترفون بحكم القرآن الذي جاء ليدفع عن هذه المرأة الطاهرة ما أصابها من تلك الفرية، لأن لهم أحكامهم الخاصة التي لا تطابق القرآن، وليس هذا بمستغرب فعقيدتهم تقوم أصلا على الحط من شأن كتاب الله والغمز به وإظهاره على أن ما وصلنا منه ليس هو تمام ما أنزله الله وتعهد بحفظه.
ويبقى السؤال الكبير: لمصلحة من هذه الحرب التي تشنها إيران الشيعية وربائبها في المنطقة على سيدة ارتضاها الرسول الكريم زوجًا له ومات وهو راضٍ عنها؟
وهل هذا هو الدين القويم الذي تبشر به إيران؟
سب ولعن وتكفير ونهش بأعراض المسلمين وأولهم سيد الخلق محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -؟
(1/6)
فاليوم كما في الأمس وكما هو شأن الشيعة في كل زمان، تنطلق النوايا الخبيثة والعمائم القذرة لتنال من عرض الطاهرة المطهرة، من خلال إقامة حفل كبير في لندن في السابع عشر من رمضان ابتهاجا بيوم وفاة السيدة عائشة - رضي الله عنها -، ويصعد منبر الخسة والدناءة الشيعي أحد أشباه الرجال ـ وما هو برجل ـ المدعو ياسر الحبيب، ذلك الفاجر الخبيث، ذائع الصيت بسب الصحابة وأمهات المؤمنين - رضي الله عنهم -، ليصدر أحكاما قاطعة بأن عائشة - رضي الله عنها - هي عدوة الله وعدوة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -، وأنها في النار بل في قعر النار، وأنها سيدة نساء النار، ويقسم أنها الآن تعذب العذاب الشديد، وينبري بعد ذلك بعض مخنثي الشيعة من نفايات زمن الرذيلة والمتعة والعمالة ليقولوا شعرًا في الصِّدِّيقَة تكاد تخر الجبال منه هدًّا، فهذا يتهمها في شعره الوضيع بالفاحشة، وذاك بلسانه القذر يمطرها بدعوات اللعن والعذاب.
قراءة و تحميل كتاب إظهار الحق والصواب في حكم الحجاب ( الجزء الأول ) PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب إظهار الحق والصواب في حكم الحجاب ( الجزء الثاني ) PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب إظهار الحق والصواب في حكم الحجاب ( الجزء الثالث ) PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب اتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل PDF مجانا