❞ كتاب المرح فى المزح ❝  ⏤ أبو البركات الغزي

❞ كتاب المرح فى المزح ❝ ⏤ أبو البركات الغزي

إننا لو أمعنا النظر في كلمة المزاح لوجدناها الإزاحة عن الحق والدخول إلى الباطل والاستهزاء بالآخرين وكشف عيوب البعض الذي يحاول ستر نفسه بفضحه عن طريق المزاح؛ أي يتمادى البعض إلى هتك الأعراض في المجالس عن طريق الضحك والمزاح... ظنًا منه أنه يمزح وهو لا يدري أنه بمزاحة هتك عرض البعض وفتح جروحا قد كان صاحبه يسترها واستغل العدو الثغرات التي فتحها الممازح في غفلته.

قد يؤدي هذا التصرف الأحمق إلى العداوة والقطيعة بين الناس وفتح أبواب المشاكل للآخرين، وقد يكون بقصد أو غير القصد إنما النتيجة هي نفسها نشر العداوة بين الناس، وسفك أعراض الآخرين، وإحراج الغير.

لو نظرنا إلى الموضوع من زاوية العقل والتعقل لوجدنا أن الشخص الذي يلقي استهزاءاته على الآخرين يؤذي نفسه قبل غيره؛ فهو يجمع السفهاء والبلهاء حول نفسه ويجعل نفسه سخرية يتفرجون عليه وعلى تفاهاته. بذلك هو يسخر من نفسه قبل غيره بتقليل قدره ومكانته بين من هم حوله.
في حين إلانسان العاقل المتزن يحاول قدر المستطاع أن يجمع حوله من اتصفوا برجاحة العقل والفكر؛ حتى ينفع ويستنفع ويفيد ويستفيد من تبادل الآراء وأخذ المشورة.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «المزاح استدراج من الشيطان واختداع من الهوى» وقال أحد الحكماء: إنما المزاح سباب، إلا أن صاحبه يضحك.


والمزاح الكثير من غير سبب يذهب هيبة المرء ويضيع وقاره واحترامه بين منعطفات الثرثرة الكثيرة من دون جدوى.

نحن لا ندعو إلى الصمت، ولا نقول: إنه يجب أن تخلو المجالس ومحافل الأصدقاء والأسر من المزاح والمرح، لا وألف لا.

دعانا دين الحق إلى المرح وإدخال السرور في قلوب الآخرين وتلطيف الجو العائلي بالبسمات، دعا إلى المزاح الذي لا يزيح عن الحق ولا يهتك العرض ولا يجرح الممازح لا في القول ولا في الفعل.

فهذا هو رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم يمزح ويقول الحق غير الجارح في مزاحه، جاءت امرأة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في حاجة لزوجها، فقال لها: ومن زوجك؟
فقالت: «فلان»
فقال لها: «الذي في عينيه بياض، فقالت: لا.
فقال: «بلى، فانصرفت عجلى إلى زوجها، وجعلت تتأمل عينيه، فقال لها ما شأنك؟
فقالت: «أخبرني الرسول صلى الله عليه وسلم أن في عينيك بياضًا.
فقال لها: «أما ترين بياض عيني أكثر من سوادهما؟»

هكذا كان مزاح الرسول صلى الله عليه وسلم ليس فيه جرح أو ألم للآخرين وليس فيه استهزاء أو سخرية وتحقير من شأن الناس.
فالعاقل المتزن يجب أن يكون مزاحه خفيفًا يسر النفس ويترك في صدر صاحبه أثرا عميقا من المحبة، بحيث يسعى هذا الشخص لزيارته مرة ثانية وثالثة من دون أن يمل أو تتثاقل نفسه لرؤيته.

في حين أن الإنسان العاقل المتريث في مزاحه يكون كلامه توددا تجاه المخاطبين؛ فهذا الشيء يقرب الناس إلى قلبك ويقوي حبال المحبة بالكلمة الطيبة، يصحبها مزحة تريح الخاطر وتحفظ لك هيبتك ووقارك واحترامك بين الناس، ويكون من يتعاملون معك أصحاب هيبة ووقار.

يحتوي على طريف آثار الإمام الغزي التي تبلغ نحو مائة وعشرين كتاباً. جمع فيه نوادر أدب المزاح، في العصر النبوي، وما تلاه من عصر الصحابة. وما ورد في ذم المزاح ومدحه. وقدم له بمقدمة حول أخلاق المزاح وآدابه وشروطه، بأن لا يكون فيه قذف ولا غيبة، ولا انهماك يسقط الحشمة، ويقلل الهيبة، ولا فحش يورث الضغينة، ويحرك الحقود الكمينة.
أبو البركات الغزي - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ المرح فى المزح ❝ ❱
من إسلامية متنوعة كتب إسلامية متنوعة - مكتبة كتب إسلامية.

نبذة عن الكتاب:
المرح فى المزح

إننا لو أمعنا النظر في كلمة المزاح لوجدناها الإزاحة عن الحق والدخول إلى الباطل والاستهزاء بالآخرين وكشف عيوب البعض الذي يحاول ستر نفسه بفضحه عن طريق المزاح؛ أي يتمادى البعض إلى هتك الأعراض في المجالس عن طريق الضحك والمزاح... ظنًا منه أنه يمزح وهو لا يدري أنه بمزاحة هتك عرض البعض وفتح جروحا قد كان صاحبه يسترها واستغل العدو الثغرات التي فتحها الممازح في غفلته.

قد يؤدي هذا التصرف الأحمق إلى العداوة والقطيعة بين الناس وفتح أبواب المشاكل للآخرين، وقد يكون بقصد أو غير القصد إنما النتيجة هي نفسها نشر العداوة بين الناس، وسفك أعراض الآخرين، وإحراج الغير.

لو نظرنا إلى الموضوع من زاوية العقل والتعقل لوجدنا أن الشخص الذي يلقي استهزاءاته على الآخرين يؤذي نفسه قبل غيره؛ فهو يجمع السفهاء والبلهاء حول نفسه ويجعل نفسه سخرية يتفرجون عليه وعلى تفاهاته. بذلك هو يسخر من نفسه قبل غيره بتقليل قدره ومكانته بين من هم حوله.
في حين إلانسان العاقل المتزن يحاول قدر المستطاع أن يجمع حوله من اتصفوا برجاحة العقل والفكر؛ حتى ينفع ويستنفع ويفيد ويستفيد من تبادل الآراء وأخذ المشورة.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «المزاح استدراج من الشيطان واختداع من الهوى» وقال أحد الحكماء: إنما المزاح سباب، إلا أن صاحبه يضحك.


والمزاح الكثير من غير سبب يذهب هيبة المرء ويضيع وقاره واحترامه بين منعطفات الثرثرة الكثيرة من دون جدوى.

نحن لا ندعو إلى الصمت، ولا نقول: إنه يجب أن تخلو المجالس ومحافل الأصدقاء والأسر من المزاح والمرح، لا وألف لا.

دعانا دين الحق إلى المرح وإدخال السرور في قلوب الآخرين وتلطيف الجو العائلي بالبسمات، دعا إلى المزاح الذي لا يزيح عن الحق ولا يهتك العرض ولا يجرح الممازح لا في القول ولا في الفعل.

فهذا هو رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم يمزح ويقول الحق غير الجارح في مزاحه، جاءت امرأة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في حاجة لزوجها، فقال لها: ومن زوجك؟
فقالت: «فلان»
فقال لها: «الذي في عينيه بياض، فقالت: لا.
فقال: «بلى، فانصرفت عجلى إلى زوجها، وجعلت تتأمل عينيه، فقال لها ما شأنك؟
فقالت: «أخبرني الرسول صلى الله عليه وسلم أن في عينيك بياضًا.
فقال لها: «أما ترين بياض عيني أكثر من سوادهما؟»

هكذا كان مزاح الرسول صلى الله عليه وسلم ليس فيه جرح أو ألم للآخرين وليس فيه استهزاء أو سخرية وتحقير من شأن الناس.
فالعاقل المتزن يجب أن يكون مزاحه خفيفًا يسر النفس ويترك في صدر صاحبه أثرا عميقا من المحبة، بحيث يسعى هذا الشخص لزيارته مرة ثانية وثالثة من دون أن يمل أو تتثاقل نفسه لرؤيته.

في حين أن الإنسان العاقل المتريث في مزاحه يكون كلامه توددا تجاه المخاطبين؛ فهذا الشيء يقرب الناس إلى قلبك ويقوي حبال المحبة بالكلمة الطيبة، يصحبها مزحة تريح الخاطر وتحفظ لك هيبتك ووقارك واحترامك بين الناس، ويكون من يتعاملون معك أصحاب هيبة ووقار.

يحتوي على طريف آثار الإمام الغزي التي تبلغ نحو مائة وعشرين كتاباً. جمع فيه نوادر أدب المزاح، في العصر النبوي، وما تلاه من عصر الصحابة. وما ورد في ذم المزاح ومدحه. وقدم له بمقدمة حول أخلاق المزاح وآدابه وشروطه، بأن لا يكون فيه قذف ولا غيبة، ولا انهماك يسقط الحشمة، ويقلل الهيبة، ولا فحش يورث الضغينة، ويحرك الحقود الكمينة. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

إننا لو أمعنا النظر في كلمة المزاح لوجدناها الإزاحة عن الحق والدخول إلى الباطل والاستهزاء بالآخرين وكشف عيوب البعض الذي يحاول ستر نفسه بفضحه عن طريق المزاح؛ أي يتمادى البعض إلى هتك الأعراض في المجالس عن طريق الضحك والمزاح... ظنًا منه أنه يمزح وهو لا يدري أنه بمزاحة هتك عرض البعض وفتح جروحا قد كان صاحبه يسترها واستغل العدو الثغرات التي فتحها الممازح في غفلته.

قد يؤدي هذا التصرف الأحمق إلى العداوة والقطيعة بين الناس وفتح أبواب المشاكل للآخرين، وقد يكون بقصد أو غير القصد إنما النتيجة هي نفسها نشر العداوة بين الناس، وسفك أعراض الآخرين، وإحراج الغير.

لو نظرنا إلى الموضوع من زاوية العقل والتعقل لوجدنا أن الشخص الذي يلقي استهزاءاته على الآخرين يؤذي نفسه قبل غيره؛ فهو يجمع السفهاء والبلهاء حول نفسه ويجعل نفسه سخرية يتفرجون عليه وعلى تفاهاته. بذلك هو يسخر من نفسه قبل غيره بتقليل قدره ومكانته بين من هم حوله.
في حين إلانسان العاقل المتزن يحاول قدر المستطاع أن يجمع حوله من اتصفوا برجاحة العقل والفكر؛ حتى ينفع ويستنفع ويفيد ويستفيد من تبادل الآراء وأخذ المشورة.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «المزاح استدراج من الشيطان واختداع من الهوى» وقال أحد الحكماء: إنما المزاح سباب، إلا أن صاحبه يضحك.


والمزاح الكثير من غير سبب يذهب هيبة المرء ويضيع وقاره واحترامه بين منعطفات الثرثرة الكثيرة من دون جدوى.

نحن لا ندعو إلى الصمت، ولا نقول: إنه يجب أن تخلو المجالس ومحافل الأصدقاء والأسر من المزاح والمرح، لا وألف لا. 

دعانا دين الحق إلى المرح وإدخال السرور في قلوب الآخرين وتلطيف الجو العائلي بالبسمات، دعا إلى المزاح الذي لا يزيح عن الحق ولا يهتك العرض ولا يجرح الممازح لا في القول ولا في الفعل.

فهذا هو رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم يمزح ويقول الحق غير الجارح في مزاحه، جاءت امرأة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في حاجة لزوجها، فقال لها: ومن زوجك؟
فقالت: «فلان»
فقال لها: «الذي في عينيه بياض، فقالت: لا.
فقال: «بلى، فانصرفت عجلى إلى زوجها، وجعلت تتأمل عينيه، فقال لها ما شأنك؟
فقالت: «أخبرني الرسول صلى الله عليه وسلم أن في عينيك بياضًا.
فقال لها: «أما ترين بياض عيني أكثر من سوادهما؟» 

هكذا كان مزاح الرسول صلى الله عليه وسلم ليس فيه جرح أو ألم للآخرين وليس فيه استهزاء أو سخرية وتحقير من شأن الناس.
فالعاقل المتزن يجب أن يكون مزاحه خفيفًا يسر النفس ويترك في صدر صاحبه أثرا عميقا من المحبة، بحيث يسعى هذا الشخص لزيارته مرة ثانية وثالثة من دون أن يمل أو تتثاقل نفسه لرؤيته.

في حين أن الإنسان العاقل المتريث في مزاحه يكون كلامه توددا تجاه المخاطبين؛ فهذا الشيء يقرب الناس إلى قلبك ويقوي حبال المحبة بالكلمة الطيبة، يصحبها مزحة تريح الخاطر وتحفظ لك هيبتك ووقارك واحترامك بين الناس، ويكون من يتعاملون معك أصحاب هيبة ووقار.

يحتوي على طريف آثار الإمام الغزي التي تبلغ نحو مائة وعشرين كتاباً. جمع فيه نوادر أدب المزاح، في العصر النبوي، وما تلاه من عصر الصحابة. وما ورد في ذم المزاح ومدحه. وقدم له بمقدمة حول أخلاق المزاح وآدابه وشروطه، بأن لا يكون فيه قذف ولا غيبة، ولا انهماك يسقط الحشمة، ويقلل الهيبة، ولا فحش يورث الضغينة، ويحرك الحقود الكمينة. 



حجم الكتاب عند التحميل : 32 كيلوبايت .
نوع الكتاب : rar.
عداد القراءة: عدد قراءة المرح فى المزح

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل المرح فى المزح
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات rarقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات rar
يمكن تحميلة من هنا 'http://www.rarlab.com/download.htm'

المؤلف:
أبو البركات الغزي - ABO ALBRKAT ALGHZI

كتب أبو البركات الغزي ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ المرح فى المزح ❝ ❱. المزيد..

كتب أبو البركات الغزي